ملفات خاصة

الوجه الآخر لقضية ..بناء منزل بجانب المجلس التشريعي

التنمية برس : خاص
كتب / مختار محمد حسن :  لكل قصة وجهان .. الوجه الأول هو أنه بناء عشوائي بجانب مبنى المجلس التشريعي بكريتر عدن ، والذي اعتبره الكثيرون تشويهاً للمعالم الأثرية ، وهو ما أدى إلى غضب عامة الناس على مواقع التواصل الاجتماعي والصحف بسبب هذا البناء ، لكنني أردت البحث عن الوجه الآخر لهذه القصة ، فقمت بالنزول عصر أمس إلى موقع المبنى والسؤال عن صاحب هذا البناء .. ومعرفة قصته !!
وكانت المفاجأة !!
عندما وصلت إلى المبنى وطرقت الباب فتحت لي إمرأة ، وقفتُ أمامها مذهولاً ، لأن التي أمامي ، كانت هي الأستاذة القديرة (أسمهان جاوي) المديرة السابقة لمدرسة (نجيب سلامي) الأهلية في خورمكسر ، والمتقاعدة عن العمل الرسمي منذ سنوات حيث كانت النائبة الفنية لمدير مدرسة عقبة بن نافع في كريتر لمدة 9 سنوات ، كما كانت نائبة مديرة مدرسة أروى بكريتر لمدة 9 سنوات أيضاً ، علماً أنها  بدأت حياتها التعليمية كمعلمة في عام 79م حيث عملت في مدارس (الفقيد هاشم عبد الله بخورمكسر والطويلة للبنات بكريتر)، وقد عملت أنا شخصياً معها عندما كانت نائبة في مدرسة عقبة بن نافع وأنا مدرس تربية بدنية .. والآن هي متقاعدة على المعاش فقط.
 الأستاذة أسمهان لديها 4 أولاد ( بنتان متزوجتان .. وولدان : محمد ومحسن) وهم بدون عمل ، وكانوا من المشاركين في تحرير محافظة عدن ، فالأول (محمد) شارك في تحرير عدن وهو من أوائل الأبطال الذين حرروا (قصر المعاشيق) ، وتعرض لإصابة قوية أثناء التفجير الإرهابي الذي استهدف بوابة قصر المعاشيق في عام 2016 ، مع خسارة سيارته في التفجير.
 أما الثاني فهو (محسن) وقد أصيب في جبهة (كرش) بعد أن تم تأهيله في (العند) ، حيث تم تكريمه من قبل الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي مع زملائه ، كأول دفعة تتخرج بتأهيل خاص من قبل الإخوة السودانيين ، وهو الآن مصاب ومتوقف راتبه منذ ثلاث سنوات ، وخلال هذه الثلاث السنوات تحملت الأسرة تكاليف علاجه بشكل شخصي عند أكبر جراح في عدن وهو (د . جمال خدابخش).
 الأستاذة أسمهان ظلت فترة من عمرها في بيوت الإيجار حتى عام 2015 ، سكنت في منزل على طريق المعاشيق أمام نادي التلال ، وفي عام 2016 حصل الإنفجار الإرهابي أمام منزلها بالتحديد ، وتهدم البيت .. إضافة إلى احتراق كامل لسيارة إبنها محمد المتوقفة أمام المنزل ، والتي كان فيها في تلك اللحظة مع إثنين من الشهداء الذين قبل الإنفجار بلحظة طلبوا من محمد الدخول إلى المنزل لكي يحضر لهم (دبة ماء) وما إن وصل محمد إلى باب المنزل حتى انفجرت السيارة مع الإرهابي التي يستقلها راميه به إلى داخل المنزل مصاباً ، مع تهدم المنزل الذي كانت والدته الأستاذة أسمهان في الداخل أيضاً حيث تعرضت لعدة إصابات .. وخلال ثلاثة أشهر ظلت صامدة في المنزل المهدم ولم يلتفت إليها أحد مع أن جميع الوزراء والمسئولين يمرون ليلاً ونهاراً من أمام المنزل المهدم ، وبسبب ذلك خرجت لكي تسكن في البيت الذي يوجد إلى جانب المجلس التشريعي والذي أصبح الآن قضية رأي عام.
 الأستاذة اسمهان جاوي سكنت في المنزل الذي هو بالمناسبة يعتبر مبنى للأمن السياسي وفيه غرف (سجون) وقبل دخول الأستاذة كان عبارة عن خرابة ، لم يسكن فيها أحد منذ فترة طويلة ، وكان هناك أناس يقولون أن هذا المبنى تابع لهم ، ولكن ليس لديهم أي وثائق رسمية ، وقد أخذت الأستاذة أسمهان جزءاً من المبنى في عام 2016 وأعادت تأهيله وترميمه ، وخسرت فيه حوالي 2 مليون ريال ، وقبل عام خرجت لها (وريثة) فقامت ببناء غرفتين من أجل أولادها الشباب لأن المنزل صغير عليهم ، علماً أن أولادها (محمد ومحسن) لديهم أملاك ومنازل تتبع أبوهم (عبد القادر إسماعيل خدابخش) اممتها الدولة ولم تعوضهم إلى الأن بشيء ، ولازالت الحجة الرسمية الأصل (الجرانت) بحوزتهم دون أن يساهم أحد في عودة هذه الأملاك إلى ولديها برغم المشارعة طوال السنوات الماضية !!
 وقالت الأستاذة أسمهان إلى أنه قبل فترة ظهر لنا مدعي إسمه د . مسعد الظاهري وهو ضابط في أكاديمية الشرطة في صنعاء ودخل معنا في مشارعة ، لدرجة أن شرطة كريتر سجنت ولدي محمد 14 يوماً بسبب اختلاف وجهات النظر ، وبعد تدخل العميد سند الرهوة قائد اللواء الأول حماية رئاسية (في المعاشيق) ، والذي عمل جلسة صلح بيننا ، وكذلك تدخل (القاضي قاهر مصطفى) ليتم الإفراج عن إبني محمد .. وقبل أيام لا نعرف من قام بتصوير المبنى التي انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي ، الذين طالبوا بهدم البناء دون الرجوع لنا أو الحديث معنا ، أو حتى البحث عن الحقيقة.
 الجدير بالذكر أن الأستاذة أسمهان عبد الكريم جاوي تعتبر من أسرة عدنية عريقة ، وشقيقها (حسين عبد الكريم جاوي) من مناضلي جبهة التحرير ، ومن المناضلين الذين أقاموا ثورة 14 أكتوبر المجيدة ، وظل يخدم البلد حتى وصل إلى عضوية مجلس النواب ، وعند وفاته في عام 2017 نعاه الأخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور في التلفزيون والصحف الرسمية ، كما أن شقيقها الآخر (هاشم عبد الكريم جاوي) هو أيضا ممن قاتلوا في سبيل استقلال الجنوب ، وهو من مناضلي جبهة التحرير.. وعائلة (الجاوي) بصفة عامة عائلة عدنية عريقة بدأت في التواهي .. ولهم بيوت في كريتر والشيخ عثمان .. وبيت الجاوي بيت عدني عريق وهم من عائلة تاريخية لعبت دوراً مهماً في تاريخ عدن.
 الآن وبعد معرفة الوجه الآخر للقضية . فهل يمكنكم إنصاف هذه التربوية الفاضلة أسمهان جاوي بوضع حل عادل لقضيتها؟

مدير مكتب وزارة الأشغال العامة.. بعدن ل《التنمية برس》نعمل وفق القوانين لخدمة المواطنين وبذلنا جهود كبيرة في إنارة الطرقات ونحافظ على مخططات الدولة من العشوائيات


Boomi تحصل على لقب واحدة من أفضل 100 مكان عمل للمبتكرين


دبي تستعد لاحتضان فعاليات الدورة الحادية والعشرين من "معرض دبي الدولي للأخشاب ومكائن الأخشاب" خلال الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025


بمشاركة أكثر من 300 صحفي وحقوقي.. انطلاق مؤتمر الإعلام اليمني الثالث