لكن الوثائق كشفت الامتعاض السعودي من هزيمة القبائل في مواجهة الحوثيين في صعدة وعمران، الأمر الذي جعلها تنتهج سياسة مغايرة ومراجعات في التحالفات، مع تركيز الاستخبارات على القبائل اليمنية على حدود السعودية، حيث دفعت القيادة السعودية مبلغ خمسين مليون ريال سعودي لتنظيم القبائل اليمنية على الحدود السعودية، خصوصاً قبيلة بكيل كبرى القبائل اليمنية.

ويرى الشيخ محمد عبده أمين أبوراس، وهو نجل شيخ مشايخ بكيل، في حديث لـTRT عربي، أن "السعودية عسكرت القبيلة اليمنية لمصلحتها، خصوصاً مطلع الثمانينيات عندما أسست حرس الحدود من القبائل في الجوف"، لافتاً إلى أن "السعودية اشترت الذمم من أعلى مركز في القبيلة حتى الأدنى، ومن لم ينخرط تم إضعافه وأحياناً تصفيته".

وأوضح أبوراس أنه "برغم الدعم السعودي للقبائل فإن الحوثيين سيطروا على أجزاء واسعة من الجوف قبل أشهر، ولا زالت القبائل تدافع على حدود السعودية مع الجوف"، مضيفاً: أن "النفوذ السعودي في الجوف لا يقتصر على مواجهة الحوثيين فقط، ولكن للسعودية أطماع في الكميات الهائلة من النفط في الجوف".

في موازاة ذلك تعالت أصوات مسؤولة في الحكومة الشرعية تنتقد الدور السعودي، وتطالب بتصويب العلاقة مع الحكومة اليمنية، ووصف نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية أحمد الميسري، في تصريحات سابقة، الدور السعودي بـ"المشبوه" في اليمن، متهماً الرياض بـ"التواطؤ مع الإمارات في دعم مليشيات المجلس الانتقالي".

وعلق المستشار الإعلامي للسفارة اليمنية في الرياض أنيس منصور على الوثائق المسربة بأنها "تكشف جزءاً بسيطاً من العلاقة السوداوية للسعودية باليمن"، وقال في حديث لـTRT عربي: إن "سياسة السعودية في اليمن مبنية على الترهيب والترغيب لتنفيذ أجندتها عبر تدمير الدولة اليمنية ومؤسساتها"، مشيراً إلى أن "حكام السعودية يطبقون وصية المؤسس عبد العزيز آل سعود بأن سعادة المملكة في شقاء اليمن".

ويرجع منصور الدور السعودي انطلاقاً من "السيطرة على المناطق اليمنية، جيزان وعسير ونجران في عام 1934، وصولاً إلى ما يحدث اليوم في اليمن مروراً باحتواء ثورة 2011 وإعادة إنتاج النظام السابق، محطات تؤكد أن السعودية عدو تاريخي لليمن".

هكذا يبدو الدور السعودي متدخلاً في كل شاردة وواردة في الشأن اليمني، وبرغم المحاولات السعودية تغطية تلك التدخلات قديماً وحديثاً تارة بمحاربة المد الشيوعي مطلع السبعينيات، وحاضراً بضرب الوجود الإيراني، لكن كل ذلك بالنسبة إلى اليمنيين ذرائع المملكة للسيطرة على اليمن وتقسيمه وإضعافه، خصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تنتشر القوات السعودية في أهم المناطق الاستراتيجية اليمنية.

المصدر: TRT عربي