الإستثمار بوعي

يعتبر السوق السعودي من الأسواق التي تتأثر إيجاباً أو سلباً عن طريق الشائعات أو المعلومات الغير مؤكدة. قد تخدم أحياناً مطلق الشائعة وأحياناً أخرى متلقيها. في السعودية، يعتبر سوق الأسهم وسوق العقارات السوقين الكبيرين لحفظ الأموال الزائدة واستثمارها. فإيداع الفوائض المالية في البنوك يعرض قيمتها للتآكل نتيجةً للتضخم. وأستثمارها في أرض سكنية أو تجارية، يقيها من التآكل، فقيمة الأرض –في الغالب- لا تبقى كما هي، بل تزداد بزيادة الوقت. أما الاستثمار بسوق الأسهم على المدى الطويل يقي المال الفائض من التآكل. فمنذ قيام سوق الأسهم وحتى الان ومعدل قيمة السوق في ازدياد.

من أسباب كتابتي لهذا المقال هو أنني رأيت على مواقع التواصل الاجتماعي الجميع يتحدث عن أهمية “الاستثمار بوعي” وأهمية “عدم الإنصياع إلى الشائعات” وما إلى ذلك. لكنني لم أرى شخصاً يعطي المتلقي أو المستثمر “الغير واعي” طرف الخيط الذي يمكنه من الاستثمار بوعي. لذلك، سأطرح بعض المعادلات التي آمل من خلالها أن يستشعر ويتعلم المستثمر كيفيةالاستثمار بوعي. أشير هنا بأن هناك أكثر من ١٢٠ معادلة تمكن المستثمر من تقييم أي منشأة، لكنني سأطرح منها خمسة معادلات فقط. جميع هذه الأرقام متوفرة في القوائم المالية للمنشأة

١– ربحية السهم
تقاس ربحية السهم الواحد بتقسيم صافي الربح على مجموع الأسهم. يستفاد من هذه النسبة في تحديد الربح المحصل للسهم واحد. كل ما زاد الرقم كل ما زاد العائد على السهم..

٢– السعر مقابل الربح
من أهم المعادلات و أكثرها استخداماً. وهي ناتج قيمة السهم السوقية على ربحية السهم. يقدر الرقم “الجيد” ما بين ١٥الى ٢٥ (تختلف من قطاع الى آخر) هذه المعادلة مفيدة في تحديد ما إذا كان سعر السهم مجدي مقابل الربح العائد على المنشأة.

٣– فترة التحصيل
وهي توضح الفترة التى يتم فيها تحصيل الديون. تتم عن طريق تقسيم عدد أيام السنة (٣٦٥) على معدل دوران الدائنين. زيادة هذه الفترة مؤشر غير جيد حيث أنها قد تدل على ضعف إدارة التحصيل لدى الشركة. أيضاً زيادة هذه الفترة تعتبر فرصة ضائعة للشركة للأستفادة من استثمار هذه الأموال المجمدة لدى العملاء. مما يؤدي الى تحمل الشركة لأعباء أخرى مثل الاقتراض وتحمل الفوائد وما الى ذلك.

٤– معدل دوران المخزون
من أهم المعادلات الاقتصادية والاستثمارية. فهي تشير إلى عدد مرات تصريف المخزون (تحوله إلى مبيعات ) لدى الشركة. كلما زادت هذه النسبة كلما دل ذلك على أن المنشأة تبيع مخزونها بشكل سريع. يستخدمها الاقتصاديون لقياس نمو الاقتصاد و سلوك المستهلك مع المنتج. تتم هذه النسبة عن طريق حساب قيمة المبيعات وتقسيمها على المخزون
٥– نسبة السيولة

وهي نسبة يقاس بها ما تملكه الشركة من سيولة في حال بيع الشركة أصولها وسداد مستحقاتها. ويتم حساب هذه النسبة بقيمة قيمة الأصول الحالية التي تملكها الشركة وتقسيمها على إجمالي الديون الحالية. إذا كان الناتج يساوي ١ فهذه دلالة على أن كل ريال من الأصول يساوي ريال من الديون. وكل ما زاد هذا الرقم، كلما كان للمنشأة سيولة أكثر.

تقدر قيمة سوق العقار بالسعودية بما يقارب ١٫٤ تريليون ريال. ومع الضرائب المستحدثة على الأراضي البيضاء، فأن انخفاض قيمة العقارات وتحول مستثمري العقارات الى مستثمري أسهم أمر محتمل جداً وواقعي. وهذا برأيي سبب من أسباب قيام حملة “الاستثمار بوعي”. من المهم الاستثمار بوعي في ظل التحول المالي المحتمل من القطاع العقاري الى الأسهم، لأنه الملاذ الآمن من ضرائب الأراضي البيضاء. في الختام لمحبي الاطلاع، أنصح بقراءة كتاب المستثمر الذكي لبنيامين جراهام. بنيامين جراهام يعتبر من أهم الاقتصاديين في العالم وهو معلم وملهم الثري والمؤثر وارن بافيت.

 

*صحيفة مال الاقتصادية