العيد والتغيير

ارتبط العيدان في البلاد الإسلامية بمدرستين للتغيير هما الصوم والحج ويهدف كلاهما إلى إحداث تغيير في النفس وهو أصعب تغيير. لأن تغيير الذات هي الخطوة الأولى للتغيير في الحياة. وفي ذلك درس عظيم . وتزداد الحاجة أكثر إلى تغيير الذات من قبل من يصنع القرارات في كل المستويات داخل مؤسسة الأسرة من قبل الوالدين أو في أي مؤسسة مجتمعية من قطاعات المجتمع الثلاثة الحكومي والخاص والمنظمات غير الحكومية. 
ومن الملاحظ أن تغيير الذات في مجتمعاتنا لايتم إلا ما ندر والدليل واضح جدا أن حياتنا لا تتغير بالشكل المطلوب والمتوقع بل يزداد تدهورا على جميع الأصعدة وكافة المستويات. حتى ما كنا نراه سابقا من تغيير ظاهري وهي الملابس في العيد أضحت صعبة مع تزايد الفقر وتدني الأوضاع الإقتصادية. 
ذكرني هذا الموقف المتردي بالتغيير الذي حدث في بلد أسيوي صغير لا توجد له مصادر سوى الإنسان والذي تغير في قناعات وسلوك صناع القرار فيه قبل حوالي خمسين عاما حيث كان متوسط دخل الفرد فيه سنويا حوالي 1200 دولار وبلغ الآن حوالي أكثر من 80 ألف دولار ويتصدر الآن قمة الدول في النمو الإقتصادي والصناعي والصحي والتعليمي والسياحي والمالي والملاحي وغيره من الجوانب. حدث تغيير في ذوات القيادات نتج عنه تغيير جذري في الواقع وفي فترة وجيزة. 
إن التغيير في بلداننا لم يلامس عقول وقلوب الناس بل ظهر وفي أحيان محدودة في مظاهر البعض كالملبس والمركب والمأكل والمشرب وكلها منتجات لمن يصنعها خارج بلداننا. 
إذا كنا حريصين وصادقين في تطوير وتنمية وتغيير مؤسساتنا الأسرية ومنظمات مجتمعاتنا المختلفة بل وبلداننا بشكل عام فالطريق مفتوح والوصفة معروفة وقد أخذ بها العديد سواء مؤسسات أو دول، وكلها مرتبطة بتحويل الكلام إلى فعل في الواقع. البداية ....هي مع من يقود تلك المؤسسات. عليهم أن يغيروا الذات من الداخل لتظهر ثمارها في واقع الحياة.وهذا ما ينبغي أن نتعلمه من عبادتي الصوم والحج.عندئذ سنفرح بأعيادنا وسنستبشر بمستقبل زاهر ورغيد وستهنأ الأسر والمنظمات والبلدان. 
وسنكون حديث العالم وسيسعى العالم لتقليدنا على كافة المستويات وسنتصدر الترتيبات العالمية في مجالات التنمية المختلفة ومؤشراتها كما تتصدرها تلك الدولة الآسيوية الصغيرة والتي تبلغ مساحتها حوالي 700 كيلومتر مربع وسكانها لايزيدون عن 5.5 مليون نسمة وميناؤها ثاني ميناء في العالم، وبدأت نهضتها فقط في عام 1965م.

فهل فطنا لذلك أم على قلوب أقفالها؟؟!!!

مقالات الكاتب