10 سنوات ماذا فعلت بها التقنية؟

المشاريع التجارية تكتسب قيمة مادية وسمعة كبيرة أحيانا من ضخامة مشاريعها وحجم المباني والمنشآت التي تمتلكها. وهو ما يُعرف في لغة أهل الإختصاص بالأصول. ولا يراود الشك شخص عندما يرى منشآت شركات النفط والطاقة أنها شركات ذات قيمة مليارية. بسبب تنوع المنشآت وتعقيدها وضخامتها ووجود شيء ملموس على أرض الواقع لها. لذلك ليس مستغربا أن سيطرت شركات الطاقة والنفط على قائمة أعلى الشركات من حيث القيمة السوقية حول العالم.

فحسب البيانات الصادرة من Yahoo! finance و Forbes فإنه خلال عام ٢٠٠٦م كانت أعلى ٦ شركات قيمة سوقية حول العالم كالتالي: اكسون موبيل (٣٦٢ مليار دولار) ثم جنيرال إليكتريك (٣٤٨ مليار دولار) ثم مايكروسفت (٢٧٩ مليار دولار) ثم بنك سيتي قروب (٢٣٠ مليار دولار) ثم شركة BP (٢٢٥ مليار دولار) وأخيرا شركة شيل (٢٠٣ مليار دولار). ويتضح من القائمة أن ٣ شركات منها هي شركات متخصصة بالنفط والطاقة وهي الشركات في المركز الأول والخامس والسادس. بينما الشركة التني تنتمي لمجال التقنية والتكنولوجيا هي مايكروسفت وهي الوحيدة في هذه القائمة في هذا المجال.

ولأن دوام الحال من المُحال، خلال عشر سنوات فقط استطاعت نقطة واحدة فقط قلب الطاولة على هذه القائمة بأكملها وتغير كامل أساليب اللعبة. التقنية التي تطورت خلال العقد الماضي هي نقطة التحول في قائمة أعلى الشركات قيمة سوقية. خلال عشر سنوات تم صناعة الآيفون فيها وتطورت معها التطبيقات الخاصة بهذه الأجهزة وانتشرت الشبكات الإجتماعية وأصبحت بدل من خدمة إضافية وميزة تواصل بين البشر إلى شركات عملاقة وعلامات تجارية ذات قيمة عالية.

بعد عشر سنوات وتحديدا حسب البيانات الصادرة في أغسطس ٢٠١٦م أصبحت قائمة أعلى الشركات قيمة سوقية كالتالي: أبل (٥٧١ مليار دولار) ثم ألفابيت وهي الشركة الأم لقوقل (٥٣٠ مليار دولار) ثم مايكروسفت ( ٤٤٥ مليار دولار) ثم أمازون (٣٦٢ مليار دولار) ثم اكسون موبيل (٣٥٦ مليار دولار) ويأتي أخيرا فيس بوك (٣٥٥ مليار دولار). والأرقام لا تجامل هنا حيث سيطرت شركات التقنية والتكنولوجيا على ٥ مراكز من أصل ٦ مراكز. بينما كانت في عام ٢٠٠٦م شركة وحيدة فقط وهي مايكروسفت.

وصحيح أن القيمة السوقية للشركات والإستناد عليها كمقارنة وحيدة لست مثال دقيق، ولكن ما لا يمكن تجاهله هو سيطرة شركات التكنولوجيا على هذه القائمة فهذا التطور والسيطرة العريضة للشركات من هذا المجال وتغير نوعية السوق يجعل السؤال الأهم إذا كانت شركات التكنولوجيا تميزت بسرعة انتشارها ونمو أرباحها وإيراداتها بسرعة كبيرة بفضل سهولة انتشارها وسرعة نمو الطلب عليها مع انتشار الإنترنت كيف سيكون حال هذه القائمة بعد عشر سنوات من الآن؟

هل ستبقى هذه الشركات مُسيطرة على الساحة أم أن هناك نقطة تحول جديدة ستظهر خلال العقد القادم تُغير من قواعد اللعبة؟ وحتى ذلك الحين.. لا تركن لنجاح مُنتجك مهما بلغ مداه فالسباق محموم بين الشركات حول العالم والذي لا يتطور ويُبدع سينتهي به الحال في ذيل القائمة.

مقالات الكاتب