“العقل الصخري” يحتاج إلى “تكسير”!

بداية أود أن أقول بأن ” النفط الصخري” وكذلك ” العقل الصخري ” كلاهما يعد ثروة محبوسة في مكامن صمّاء تحتاج إلى تدخل لاستخراجها والاستفادة منها.

ولعلّي أعرّج بعجالة على النفط الصخري وأتناول أهم خصائصه وآلية استخراجه. النفط الصخري عبارة عن نفط بصورته السائلة ولكنه محبوس في مكامن صخرية عديمة النفاذية أو شبه عديمة النفاذية لا يمكن استخراجه بطرق الحفر التقليدية، ولذلك قامت شركات الحفر بالتوصل إلى بعض التقنيات المتطورة لاستخراجه من مكامنه ومن أهمها “التكسير الهيدروليكي” ويتم ذلك بعمل فتوق في صخور هذه المكامن عن طريق التفجير الموضعي وضخ بعض الأحماض ومواد أخرى لتوسيع هذه الفتوق لإيجاد عروق ينفذ النفط المحبوس من خلالها عن طريق أنابيب الانتاج إلى سطح الأرض.

النفط الصخري كان ومازال حديث الساحة الاقتصادية، فهناك من يرحب به في أسواق النفط للحفاظ على ثروتنا من النفط التقليدي وعدم استنزافها، وهناك من يرى بأن لاستخراجه إغراقاً لأسواق النفط مما سيؤثر سلباً على أسعار النفط وعلى اقتصاد الدول المصدرة للنفط التقليدي.
والحقيقة التي لامناص منها بأن شركات الحفر العملاقة تعمل بدأب لتطوير التقنيات لاستخراج النفط الصخري بهدف التقليل من تكلفته الانتاجية بحيث يصبح استخراجه مجد اقتصادياً ومنافس في أسواق النفط وهي مستمرة في التطوير بلا كلل ولا ملل.

قال الدكتور محمد الصبّان الغني عن التعريف في أحد مقالاته ” النفط الصخري وجد ليبقى”، وهذه حقيقة يجب علينا التعامل معها، فتطوير التقنيات الخاصة باستخراجه مستمر وما “التكسير الهيدروليكي” إلّا أحد الأمثلة التي تصف تسارع هذا التطور والتطوير.

وعليه أعتقد جازماً بأن رؤية السعودية لعام ٢٠٣٠م أجابت على كل هذه التساؤلات ورسمت طريقاً واضحاً للحفاظ على هذه الثروة وعدم استنزافها بغض النظر عن منافسة النفط الصخري من عدمه وهذا عين الصواب وكبد الحقيقة.
جميعنا مؤمنون بأن في هذا البلد المبارك عقولاً فذّة، وخبرات متراكمة، وأفكاراً بنّاءة قد يكون بعضها “محبوس” في عقول أصحابها، وكل مانحتاج له في هذه المرحلة تم تسليط الضوء عليها كما ورد في رؤية السعودية، وذلك بوضع الخطط والآليات لتكسير كل مايحجب هذه الأفكار والطاقات للاستفادة منها في بناء اقتصاد متين لا يعتمد على النفط وإنما يعتمد على العقول وسواعد شباب هذا البلد وخبرات شيوخه.