ليكن كلامك أكثر تأثيرا!

هل سألت نفسك يوما لماذا يؤثر كلام بعض الناس غالبا، والبعض الآخر لا يؤثر، لا سيما على من يعرفونه، أو قد يكون مؤثرا أحيانا، وكلما تعرف عليه الناس عن قرب وعايشوه بكثرة أصبح كلامه لا ينصت إليه.

وبعض الناس كلما قربت منه وعايشته ازددت حبا له ومودة، وتمنيت لو تبقى مصاحبا له وراغبا باستماع حديثه.

بالطبع ما يعجب به الناس من قبل الآخرين يختلف من شخص لآخر، ولكن بالمجمل السمة المشتركة هي الربط بين ما يقوله الشخص وما يسلكه، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي، علاوة على ذلك أخلاقيات التعامل مع الآخرين. 

إن الفجوة الكبيرة بين القول والفعل هي القاتلة بل المدمرة لتصور الإنسان عن الآخر. 

إن اكثر ما يؤثر على الإنسان سلبا هو ذلك الانفصام النكد بين النظري والعملي، بين ما يقال وما يمارس، ولا غرو أن   تجد فعلا يسيرا، أو سلوكا عمليا محدودا أثره أعظم من محاضرة رنانة، كما أن موقفا  لا يؤبه له تقدمه نحو آخر كاف لإحداث تغيير جذري في حالة شخص أو أشخاص!

كم منا يتذكر مواقف مؤثرة حدثت في حياته بمجرد موقف عملي أو سلوك إيجابي لشخص نحوه.

بالأمس كنت أتلفت يمنة ويسرة للبحث عن مكان فإذا بشخص يقترب مني ويبادرني بالسؤال؛ هل تحتاج إلى مساعدة؟ 
فاجبته  نعم؛ أبحث عن مكان محدد وذكرته له، فرافقني على الفور دون تردد حتى أوصلني إلى المكان المطلوب.... أليس هذا الموقف أكثر تأثيرا من محاضرة كاملة عن مساعدة وخدمة الآخرين؟! 
لو وقف هذا الشخص متحدثا عن أهمية خدمة الآخرين، لا شك أنني سأفتح عقلي وقلبي له لأنهل من معارفه وعلمه وخبرته.

ما ينقصنا اليوم وعلى مستوى جميع الأصعدة والمستويات أن يكون فعلنا أكثر من قولنا.

لو ركزنا على العمل لأبدعنا إبداعات كفيلة بتصحيح مسارات مجتمعاتنا وأسهمنا  أكثر في تحقيق طموحاتنا..

لو ركزنا على الأفعال أكثر من الأقوال وأصبحنا قدوات للآخرين الذين ينتظرون من يمد يد العون إليهم ليحدثوا تغييرات إيجابية في حياتهم الشخصية والاجتماعية ومن ثم في مجتمعاتهم.

مقالات الكاتب