أما للخطاب النقدي من ترشيد ؟!


نظمت كلية الاقتصاد بجامعة عدن حلقة نقاش بعنوان " أبعاد وأهمية مخرجات الحوار في محوري بناء الدولة والتنمية ." بتاريخ 15 ديسمبر 2016 . 

وقد وصلني عدد من المنشورات التي تضمنت قراءات نقدية ايجابية وسلبية حول الفعالية العلمية ذاتها او حول موضوعها وكل ذلك أمر طبيعي فتقويمات البشر تختلف بإختلاف المرجعيات المعرفيه والخصائص الشخصيه لدى كل فرد ويظل الاختلاف احد مصادر تنمية وتطوير أساليب البحث فلا ضير اذن منه .

لكن ان نحيد عن اصول المنهج العلمي في النقد الى حد المغالاة في التجريح والتوصيف غير اللائق بل واحيانا الى كيل التهم جزافا والتشكيك بنوايا ومقاصد المنظمين لمثل هكذا فعاليات علميه ، فذلك والله من الاسفاف الذي يحط من قدر صاحبه ، سيما لو كان صاحبه شخص أكاديمي يدرك اصول النقد والمحاججه حسب المنهج العلمي .

وبحكم انني من المنظمين لهذه الفعاليه فقد رأيت ان الواجب يحتم علي ان أعلق على ذلك ليس ردا ولا تبريرا ولكن موقفا من الفعاليات العلميه . 

فالفعالية العلمية مهما شابها من قصور في التنظيم والتحضير وماإلى ذلك من الامور الفنيه ، فإنها تظل فعاليه علميه او دعونا نقول حجر ترمى في المياه الراكده للتنبيه بأن المياه الراكده دائما ما تكون سببا في انتشار الامراض .

وقال السلف " أن تضئ شمعة في الظلام خير من ان تلعن الظلام "

الاوراق المقدمه في الفعاليات العلميه لايمكن ان نضعها في سله واحده عند الحكم على محتواها . 
وهي جهد ينسب لمعدها وليس للناظمين لحلقة النقاش . والاتفاق او الاختلاف مع ما جاء فيها مسألة لا يفترض ان تفسد للود قضيه . فالباحث قد يصيب وقد يخطئ فيما توصل اليه ، لكن ذلك لايعطي الحق لكائن من كان ان يغمط جهود صاحبها او يطلق احكامه الجزافيه عليه فالواجب العلمي يفرض علينا ان نقيم موضوع الورقه وليس معدها .

- هناك بون شاسع بين من يحاول جاهدا السعي نحو المعرفه وبين من يظل ينتظر اللحظه لينقض على الباحثين عن الحقيقه عبر البحث العلمي والسعي نحو المعرفة "من اجتهد واصاب فله أجران ومن اجتهد وأخطأ فله اجر " حديث شريف .
اذن الاصل ليس في العزوف ، بل في المشاركه الايجابيه . وعندما يكون الامر فعاليه بحثيه فليس من الضروري ان تتوافق نتائجها مع رغباتنا او اهوائنا او مواقفنا السياسه .لان المنطلق العلمي فيها هو الحكم ، وليس غير .

- الهدف من عقد حلقة النقاش ، كان تنشيط الذاكره لاستحضار الافكار التي خرج بها المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني في محوري بناء الدوله والتنميه الاقتصاديه كجزئيه من محور التنميه الشامله .

- إن المخرجات التي خرج بها مؤتمر الحوار تظل افكارا وبالتالي نخضعها للواقع الذي انتجته احداث ما بعد المؤتمر ونعدل ما يلزم ونطور ما يمكن وايضا نلغي ما يثبت الواقع عدم جدواه . ويجب ان ندرك ونقر بأن ظروف الحرب الراهنه من اكبر عوائق بلورة المخرجات عموما وبناء الدوله الاتحاديه الفيدراليه على وجه خاص . لهذا نقول أنه مالم تضع الحرب اوزارها فمن المستحيل الخوض في بلورة تلك الافكار على صعيد الواقع. 

- الحرب وما آلت اليه الاوضاع الاقتصاديه بعد أن تضع اوزارها ، حتما ستفرض نفسها في اعادة ترتيب اولويات السلطه والمجتمع والتي ما من شك سيتصدرها اعادة الاعمار ، وأعادة تأهيل المنشآت والمؤسسات الاقتصاديه والماليه والنقديه ، التي تقود النشاط الاقتصادي نحو معافاته . 

- مخرجات الحوار وتحديدا في المحورين انفي الذكر هما اللذان كانا وراء اشعال القوى التقليديه في المركز المقدس للحرب . لان ماورد فيهما من افكار كانت كفيله في خلخلة واضعاف تلك القوى التي ظلت مسيطره على الثروة والسلطه ودأبت على اعادة انتاج نفسها كمتصدره للمشهد السياسي والاقتصادي واستشعارا منها بخطور ة تطبيق تلك الافكار في الواقع على تماسك بنيتها ، ذهبت الى خلق العوائق امام البدء بتنفيذ المخرجات وخلق التوترات السياسيه التي افضت في الاخير الى اشعال الحرب .
للحديث بقيه .

مقالات الكاتب