بيئة العمل وتأثيرها على إنتاجية الموظف "1"

الإنتاجية هي مفهوم اقتصادي وإداري يقصد به معدل إنتاج الفرد أو المجتمع أو الشركة او الدولة، ويتم قياس الإنتاجية بشكل مبسط بقسمة كمية الناتج على عدد ساعات العمل، وارتفاع الإنتاجية يعني ارتفاع الكفاءة وزيادة الثروة. وفي هذه الأيام تهدف المملكة العربية السعودية من خلال رؤية 2030 إلى زيادة إنتاجية الاقتصاد وكفاءته، ومن أهم العناصر هي زيادة إنتاجية العنصر البشري وبالأخص الموظف السعودي.

ويلاحظ في المملكة أن معدل إنتاجية الموظف السعودي تختلف باختلاف مكان العمل الذي يعمل به، وتعتبر ثقافة المؤسسة التي يعمل بها الموظف من أحد اهم العوامل الأساسية التي تؤثر على الإنتاجية بالإضافة إلى التعليم، وذلك يشمل الموظفين من أي جنسية كانت وليست السعودية فقط، فعلى سبيل المثال يعتاد الموظف في المؤسسات العالية الانتاجية أن يصبح عالي الانتاجية والعكس صحيح ففي المؤسسات المتوسطة والمنخفضة الانتاجية يكون الموظف أقل انتاجا. 

فتركيز الموظف عند البحث عن وظيفة ينبغي أن يكون على انتاجية المؤسسات فذلك سينعكس إيجابا على مهارات الموظف وثقافة العمل، لذلك نجد أن موظفي جهات معينة معروفة بالإنتاجية العالية يزيد الطلب على خدماتهم في السوق، وهو عامل مهم يغفل عنه الكثير من الباحثين عن العمل والذين أحيانا يبحثون عن الوظائف المريحة والتي تؤثر على المدى الطويل على مهاراتهم وقدرتهم على زيادة مداخيلهم. في المقابل يجب أن يكون تركيز المؤسسات على نشر ثقافة زيادة الانتاجية فالأشخاص عادة ما يقتدون بمن يحيطهم وهنا تكمن ممارسة جيدة لزيادة الانتاجية والعمل وفق ثقافة مناسبة.

باعتقادي هناك عدة أمور تعيق دخول السعوديين لشركات معينة: أولا الوعي، فالإلمام والوعي بالفرص الوظيفية تعد مشكله، فحصول السعودي على المعلومات تعد محدودة وخصوصا المتوفرة في الملك العام وما يتعلق على وجه الخصوص بالفرص الوظيفية في القطاع الخاص تعد قليلة. فبطبيعة الحال يكمن مصدر السعودي في البحث عن فرص وظيفية من خلال محيطه من الأقارب والأصدقاء.

ثانيا زملاء الدراسة، فعلى سبيل المثال خريجو الهندسة عادة ما يهدفون للعمل في ٣ أو ٤ شركات وفي غالب الأحيان ليس لديهم الإلمام بالفرص الوظيفية الأخرى. الأمر الثالث هو تجارب الآخرين الشخصية وما يتم تناقله بينهم وحصيلة معلوماتهم تؤثر على اتخاذ القرار لدى الغير وبرأيي إن تم المحافظة على أرآئنا وعدم تعميم تجاربنا على الجميع سيساعد من زيادة مشاركة السعوديين في مختلف القطاعات والمؤسسات.

رابعا تخوف بعض السعوديين من العمل في مؤسسات وشركات صغيرة الحجم لذلك يتوجه الأغلبية للعمل في الشركات الكبيرة، وعلى الرغم من تغير هذا الأمر إلا أنه يتوجب على الشركات تسويق نفسها بشكل أفضل وتوضيح فرص التقدم والتطور الوظيفي داخل وخارج الشركة والبحث واستقطاب الكفاءات السعودية، فالمؤسسات الناشئة توفر للموظف فرص اكتساب مهارات كبيرة تنمي من حصيلة الموظف ومعرفته.

وأختم حديثي بأهمية دور الحكومات والمؤسسات والأفراد في مختلف المستويات استكشاف سبل التحسين وزيادة إنتاجية العنصر البشري، وللحديث بقية.

مقالات الكاتب