حضرموت.. مدينة الفن والاقتصاد

حضرموت المدينة التي لم أزرها إلا أنها تحتل مساحتها الكبرى في قلبي كما هو واقعها في خارطة اليمن.. هذه المحافظة الأكبر مساحة بين المحافظات اليمنية هي الأكبر أيضاً بحضورها السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي على مستوى اليمن.

 

ففي الوقت الذي تبرز حضرموت بأنها دوحة الفن الذي يصدح في أرجاء العالم وأساس الثقافة المتجددة، هي أيضاً المدينة التي يُعد الاقتصاد لغتها.. حتى أن أبناء حضرموت عُرفوا في أصقاع الأرض كتُجار وأصحاب أمانة.

 

ميزة يتحلى بها أبناء حضرموت هي الأمانة والإخلاص في العمل، وهي ميزة اقتصادية بحتة، ولم تكن هذه الميزة وليدة اللحظة بل إنها منذ قديم الزمن، ويحكي لنا التاريخ فحوى مقولة تكون حاضرة في أي مكان يطأه حضرمي، "لا تولِّ عملك إلا حضرمياً، فإنهم أهل أمانة".. هذه المقولة لخليفة المسلمين معاوية بن أبي سفيان في رسالة وجهها إلى والي مصر عمرو بن العاص، مما يدلل على أن أهل حضرموت أناس يتمتعون بالأمانة والتفاني لأية أعمال توكل إليهم.

 

الاسم الحضرمي يبرز اليوم وكأنه ماركة تجارية سواء في اليمن أو الخليج أو أفريقيا أو آسيا أو غيرها، فلا أحد يستطيع أن يشكك في الملكات الاقتصادية والعقول التجارية التي يتمتع بها أبناء حضرموت، فالبيئة أيضاً لها دورها في تثقيف وتربية أبناءها على حب العمل والأمانة ومختلف الصفات الحسنة، فحب العمل الذي يتمتع به أبناء حضرموت يساعدهم على التخلص من أبرز الآفات التي تعيق التنمية "الفقر، البطالة"، فأغلب أبناء هذه البلدة منتجين، ويمتلكون القدرات والمهارات التي تعود نفعاً على المجتمع.

 

موارد اقتصادية متعددة تكتنزها حضرموت، سواء التي في باطن الأرض أو التي على ظهرها، أو تلك التي في البحار، جميعها موارد لها قدرتها على إحداث نهضة تنموية كبيرة.

اكتفي أعزائي قراء صحيفة "التنمية بلا حدود" بهذا الأسطر القليلة، فحضرموت أكبر من أن نوجزها في كلمات، فهي لا تتسع المجلدات لوصفها والحديث عنها.. دمتِ بخير وعطاء مدينة الفن والاقتصاد.

 

مقالات الكاتب