زايد الوالد القائد

كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والداً للإماراتيين قبل أن يكون قائداً، وكانوا في قلبه قبل أن يكون في قلوبهم، بل امتد لأبعد من ذلك ليصل إلى قلوب البشر في العالم. 
من لا يعرف زايد؟ اسمه زايد، وهو زايد في حبه لوطنه ولشعبه أبناء الإمارات وللمقيمين على أرضها الطيبة، وزايد في عطائه وزايد في كرمه، وزايد في حنانه وقلبه الكبير الذي اتسع للإنسان وأخذ جل اهتمامه في كل بقاع الأرض، فوصلت أياديه البيضاء التي كانت كالسحابة المليئة بالخيرات، تجوب العالم أجمع وأينما هطلت أينعت ثماراً، وفاضت بالبركة والعطاء. لقد نشر، رحمه الله، الخضرة في ربوع الوطن، وأنبت الزهر والورود في سائر المناطق، وزين الشوارع بالبسمة والأمل. قاوم التصحر، ونشر الحدائق ليثبت للعالم أن لا مستحيل في قاموس زايد.
كان، رحمه الله، ينشد السلام في جمع القلوب على الأمن والأمان، وتصافح الأيدي على الاتحاد والوئام، قدم الكثير من الحكمة والخير من أجل دفع الحروب ولمّ الصفوف، وتسامح القلوب. كان، رحمه الله، من أصحاب القلوب الرحيمة، حيث لم يطرق بابه المفتوح أحد من الدولة أو من خارجها إلا وسارع إلى نجدة الملهوف، وإغاثة اللاجئ، وإعانة الضعيف، والمساهمة للدول والمجتمعات والجمعيات والمؤسسات والهيئات والمنظمات الإنسانية في العالم بأسره. من أجل ذلك سارع لتقديم المساعدات، ولما أصبحت كبيرة لا تعد ولا تحصى بادر بإنشاء صندوق أبوظبي للتنمية، كما نذر وقفاً باسم مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، لتمتد سواعد الخير وتعبر القارات وتسد شعاع الشمس في سائر أرض الله، تمسح دمعة يتيم وتداوي ألم مريض، وتساعد تحصيل طالبي العلم، وتغيث من ويلات الحروب ونكبات الطبيعة، وتمد العلم والعلماء، في نشر البحوث والدراسات، فبنت المدارس والمعاهد والجامعات، وأنشأت الكراسي العلمية وشقت الطرقات، ورفعت المآذن وشيدت المستشفيات، وفجرت ينابيع الخير من الآبار.
تلك كانت بعض المشاريع التي ساهمت بها مؤسسة زايد، لتؤكد أن وقف زايد لايزال في تطور ونماء من أجل إسعاد البشرية، وتحقيق الحياة الكريمة لكل إنسان بغض النظر عن وطنه ولونه ودينه.
هذه الرسالة الإيمانية التي أطلق شعاعها الشيخ زايد، رحمه الله، زادت وأضاءت الدنيا سماحة ونوراً وعطاء، فجاءت توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باعتبار عام 2018 عام زايد، لتجسيد مسيرة قائد لن تغيب شمس عطائه أبداً، التي كانت ولاتزال زاخرة بالعطاء والإنجازات، فهو حي بروحه في قلب كل إماراتي.
لقد أسعدتنا هذه المبادرة النبيلة، لتكون مناسبة وطنية للاحتفاء بإنجازات زايد وأثرها الحالي والمستقبلي. رحم الله والدنا الشيخ زايد وأسكنه الجنات العلى، وحفظ الإمارات ورئيسها وشيوخها وشعبها، اللهم آمين.

[email protected]

 

"عن مقالات أون لاين"