انهض يا صديقي

يقول باولو كويلو:"ما يعتقده الآخرون عنك ليس من شأنك، وما تعتقده عن نفسك هو شأنك مدى الحياة"
أثناء سيرك في طريق الحياة ستقابل أشخاصا يسخرون من أحلامك، بل ويحاولون أن يكسروا مجاديف الأمل التي تقاوم بها تيارات الفشل. سيخترعون لك ألف حكاية وحكاية ليثيروا مخاوفك من الفشل، سيأكلون "منسأة" أحلامك مثل دود متعطش لرائحة الحطام. سقوطك بالنسبة إليهم نجاح.. ونجاحك وصمة فشل لهم. هؤلاء حين تنصت إليهم ستكتب نهاية أحلامك ..
بصحبتهم ستكون مثل مسافر ينتظر قدوم طائرة فوق مرفأ سفن! هناك فرق شاسع بين من يرشدك بحب وصدق وحكمة نحو طريق نجاح لم تكن تعرف إحداثياته من قبل، وإنصاتك إليه سيفيدك ويمنحك ذلك الضوء الذي كنت تتمنى رؤيته آخر النفق، وبين من يستميت بكل وسيلة وخطة ليحول بينك وبين النجاح بإثارة مخاوفك من الفشل وكلام الناس والخسارة المادية وووو.
افشل يا صديقي .. ثم افشل مرة ثانية .. وثالثة ..ورابعة ... وعاشرة ...
و في تلك المرة التي تشعر فيها أنك أصبحت أقوى انهض, اجمع حاجياتك, وانثر مخططاتك فوق طاولة التفحص, وابحث عن طرق أخرى للنجاح, عن وسائل جديدة لم تفكر فيها مسبقا, عن أفكار إبداعية يجب عليك أن تعصف ذهنك عصفا لإخراجها، لكن إياك أن تستسلم أو تعلن انهزامك أو تشعر بضعفك.
فأصعب أمر في الحياة أن تتخلى عن أحلامك، لكأنك تسلخ روحك عن جسدك وتسير بلا هدف ..!
دُعي يوما ونستون تشرشل لإلقاء خطاب أمام طلاب السنة النهائية في جامعة أكسفورد وبعد مقدمة طويلة من قبل مقدم الحفل، نهض تشرشل من مقعده بكل هدوء وهو يحمل عصاه ويضع قبعته فوق رأسه ... وحين وقف أمام الميكروفون وأيضا بكل هدوء وضع عصاه بجوار الطاولة وخلع قبعته ثم نظر إلى الطلاب لـ30 ثانية قبل أن يقول ...
(لا تستسلموا .. لا تستسلموا .. لا تستسلموا)
وبكل هدوء أيضا أمسك عصاه ووضع قبعته فوق رأسه وعاد إلى مقعده، وكانت هذه أقصر خطبة في التاريخ...!
لن تجد لحظات مريرة تجتاحك أسوأ من لحظات استسلامك لكأنك تقيم مأتما على روحك ..!
- لن تجد ناجحا في هذه الحياة إلا وقد سخر من حوله بأحلامه، واستكثروها، وانتقدوه عليها، بل وعايروه بها.
لكن الفرق الوحيد بين أي ناجح وفاشل متعثر هو الإنصات للمستهزئين وتصديق نبوءاتهم بالفشل وعدم إيمانه بقدرته على تجاوز العقبات والانطلاق نحو تحقيق أهدافه.