الحمائية الامريكية تضرب الصين تنفيذا لشعار امريكا أولا؟!

أمريكا اولا هو الشعار الرئيسي  الذي قامت حملة الرئيس ترمب  الانتخابية على اساسة. ومع وصول ترمب هذه الشخصية المثيرة للجدل  إلى البيت الأبيض بدأ بتنفيذ حملتة الانتخابية على الواقع بدقة متناهية وهو بهذا يعتبر أكثر الزعماء  الأمريكين  مصداقية لناحيةتنفيذ  وعودة الانتخابية  مقارنة بالرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه .
 
  
 لكن شعار امريكا أولا الذي وضعة ترمب موضع التطبيق استفز حتى شركاة الغربيين على الضفة الأخرى من الاطلسي وهو لاينسحب على التجارة فحسب ولكن على مجالات أخرى عديدة  حينها أدركت أوروبا ان مرحلة ترمب تشكل علامة فارقة في علاقاتها بالولايات المتحدة  وان عليها احتواء ما يمكن احتوائه من ناحية  من أجل الحفاظ على رمزية هذه العلاقة ومن ناحية أخرى سعت أوروبا لتعزيز خياراتها المستقلة التي تستجيب ومصالح الأوروبيين وان بخطوات متدرجة لكن يحدث هذا  مع إدراك الأوروبين أيضا 
 لأهمية امريكا بالنسبة لهم مع تنامي الشكوك والمخاطربشان التهديد الذي تتعرض له أوروبا القادم من  جارتها العظمى روسيا بوتين  في ضوء ماتراة انه يشكل تهديدا وجوديا عليها  لاتقوى على مواجهتة من دون امريكا هذا الشعور تنامى مع ضم  روسيا منطقة القرم إليها  ذات الأهميةالاهمية الاستراتيجية  والذي لا يعطي روسيا موطئ قدم  في المياه الدافئة في البحر الأسود ولكن جعلها دولة متحكمة فيه ؛ وبعد وصول الروس أيضا إلى سوريا على ساحل البحر المتوسط .ولذلك أوروبا بين أمرين حاجتها للولايات المتحدة للدفاع عنها من الأعداء المحتملين من ناحية اخرى صعوبة تحرر أوروبا من هيمنة الولايات المتحدة ذاتها.وماينطبق على الجوانب الأمنية ينطبق أيضا على تجارة أوروبا  مع الولايات المتحدة خاصة بعد أن ألغى ترامب التفاهمات التي ابرمها سلفة مع أوروبا بشأن اتفاقية التجارة بين ضفتي الاطلسي. 
الصين الحمائية عكس مسار لتاريخ : 
 
يأتي هذا  بعد قرار ترمب بفرض تعريفات إضافية على واردات امريكا من الصين تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار وهي عملية من المؤكد أنها ستلحق الضرر بالاقتصادالصيني يتم  هذا  سعيا من الولايات المتحدة لتقليل فجوة العجز في الميزان  التجاري الامريكي  الذي يصل قيمتة  إلى أكثر من  600 مليارات دولار ومعضمة مع الصين .
في هذا الصدد  أوضحت الصين ان أسواقها منفتحة  تجاريا  مع كل الدول وان هذا  الانفتاح سيتوسع مذكرة شركائها التجاريين ان انسياب التجارة بدون قيود هو الخيار الذي يتفق مع مبادئ التجارة الحرة وعززت ذلك بالقول انفتاح الاقتصاد الصيني  يصب  لفائدة الجميع متعهده من أن الصين  ستزيد من انفتاح أسواقها مع الشركاء التجارين هذه الإشارة مهمة لناحية طمئنت الشركات الغربية في ضوء الشكوى التي مفادها   ان الصين لا تفتح أسواقها كما يجب وتمتنع عن رفع قيمة اليوان العملة الوطنية للصين  وهي عموما مربوطة بالدولار  وهو ما يجعل التجارة تصب لصالح الصين من وجهة نظر غربية  حيث تصبح سلعها  أكثر تنافسية  وأكثر رخصا في الغرب مقارنة بالسلع الأمريكية او الأوروبية.
وتعتقد بكين ان نهج التجارة الحرة والابتعاد عن سياسة الحمائية هو الأسلوب السليم الذي يتفق مع مسار التاريخ .
وهي تعني بهذا ان الحمائية التي بدأت الولايات المتحدة بانتهاجها منذ مجي ترمب يتقاطع  والعولمة الاقتصادية التي عنوانها حرية تدفق السلع والخدمات وراس المال.. لكن هذه العولمة التي قادتها ورعتها الولايات المتحدة لأكثر من عقدين والتي شكلت  البيئة المناسبة في نهوض العديد من الدول وفي المقدمة منه الصين قامت على اعتبارات  تبادل المصالح والمنافع  وفتح الحدود امام تدفق عوامل الإنتاج  على اسس متكافئة وكانت الولايات المتحدة هي من تقود  التغيير تقليديا و المغذي الرئيس بما تقدمة للعالم من منافع . 
 
في هذا  السياق رغم موقف الصين العقلاني فقد  هددت الولايات المتحدة  بأنها سترد بفرض رسوم جمركية على وارداتها من السلع الامريكية قد يصل حصيلتها الى 30 مليارات دولار اذا لم تتراجع امريكا عن قرارها. وترى الصين  أن الخلافات التجارية العالمية شيئا طبيعيا  لكن يجب أن تحل عبر الحوار والمزيد من الحوار فقط وليس عبر العودة إلى عهود الحمائية الذي لم يعد يستجيب مع مسار التاريخ.

مقالات الكاتب