أراض المملاح مهدده بالسطو؟!

 
ما يحدث من عمليات  سطو
و استحواذ ونهب واستيلا وبيع للاراضي العامةوالخاصة في عدن أصبحت تمثل بحق ظاهرة مقلقة ليس لإنهاء تتم خارج القانون وفي مدينة معروفة تاريخيا بتقاليدها واحترام مواطنيها للنظم والقوانين ولكن لانها 
تجاوزت كل  الحدود  والاعراف وهو الامر خلق انطباع وتيقن لدى الناس ان ما يجري في هذه المدينة  ليس سلوكا فرديا طائشاولا حالة مؤقتة تعمل المؤسسات القانونية وأجهزة الضبط المختلفة وبشكل دؤوب على محاصرتها وكبحها. ولا اريد ان يذهب بي الخيال إلى الاستنتاج بسبب الدور الضعيف لأجهزة الدولة المناطة بها حماية الملكية العامة والخاصة ان ثمة تساهل من قبل هذه الأجهزة تجاه ما يجري حتى لا يتم مقاضاتي قانونيا من قبل هذه المؤسسات .
لكن بإمكاني القول إن حملة   الاستيلاء على الأراضي بقوة السلاح  في عدن أصبحت غير مسبوقة لم تسلم منها لا اراض المنطقة الحرة ولا أراض المتنفسات الطبيعية ولاتلك المخصصة لبناء المؤسسة الجامعية والمدارس واراضي الخدمات العامة ومواقع التنوع الإيكولوجي وتلك التاريخية بما في ذلك  المتنفسات الساحلية. وطبعا في المقدمة شملت الهجمة الاستيلا على أراض القطاع الخاص المصروفة قانونا لأشخاص اورجال اعمال.
 و يبدو ان  المجاميع  التي تقوم بالاستيلا على اراضي عدن   بقوة السلاح ليس هدفها  البناء بحد ذاته ولكن  المضاربة بأسعار الأراضي والتربح والإثراء وان بطرق  مشروعة لا يهم. وربما نشأ وعي او شعور لدى بعض  الناس  ان ليس هناك من هو  احسن من الاخر فمثلما اثروا من سبقونا   خلال الاستحواذ و الاستيلا على اراضي عدن بطرق مشروعة وغير مشروعة وباستخدام أساليب الترغيب والترهيب فما المانع ان نحقق الثراء أيضا من أجل تعويض سنوات من الحرمان وهذا ما يفسر ظهور أغنياء جدد في عدن وبسرعة البرق.
في هذا السياق لم أتخيل لا انا ولا غيري أن صيرورة  الهجمه على أراض مدينة عدن يمكن أن  تصل إلى أراض المؤسسة العامة للملح هذه المنطقة التي تمتد من الطريق البحري غربا وحتى منطقة الصولبان شرقا حيث  تحاذي في نهايتها من الجهتين  الطريق الممتد غربا  إلى مطار عدن الدولي وهي منطقة تحوي حقول تخصيب الملح وتحافظ على التنوع البيئي لمدينة عدن  وتنتصب فيها اشارات المنارات البحرية المخصصة لارشاد السفن منذ أربعينيات القرن الماضي .
هناك في المنطقة الغربية من اراضي المملاح  بدا احدالاشخاص الشروع في البناء دون اكتراث لهذا المعلم الاقتصادي والبيئي والتاريخي  الذي يمثل روح وقلب  مدينة عدن مما اثار حنق السكان حيث تحركت بداء من اليوم منظمات المجتمع المدني الى موقع البناء للاحتجاج على هذاالسلوك الارعن وستستمر في التواجد هناك حتى يتم إزالة البناء لذلك في الوقت الذي نعبر عن تضامننا مع ماتقوم به منظمات المجتمع المدني من عمل رايع يعكس سلوك ووعي أبناء عدن فإنني اضم صوتي إلى أصوات المخلصين الغيورين على عدن بمطالبة الجهات الأمنية في الإسراع في الازالة الفورية للبناء واتخاذ الإجراءات القانونية ضد من  قاموا بالبناء والاطلاع بدور فاعل في حماية الملكية الخاصة والعامة في مدينة عدن الحبيبة.
 

مقالات الكاتب