لاول مرة النفط الامريكي في الخليج

شحنة من المكثفات من النفط الامريكي الخفيف تقدر بمليون طن تباع لاول مرة في الامارات العربية المتحدة والشركة التي تولت بيع الشحنة ارامكو التجارية وهي الذراع التجاري لشركة ارامكو السعودية العملاقة والتي تعتبر اكبر شركة نفط في العالم من حيث القيمة. هذا الخبر اوردتة اليوم وكالة " رويترز ".

اذا دققنا في هذا الخبر الذي قد يعتبرة البعض خبرا تجاريا عاديا .
ولا يعدو عن خبر يتناول انجاز شحنة تجارية دولية كاي شحنة تجارية اخرى وان هذا النوع من مكثفات النفط الخفيف لاتنج في الاصل في هذه البلدان فان مثل هذا التفسير يحمل قدرا كبيرا من الصحة . لكن في واقع الامر ان هذا الخبر هو مؤشر و دليل قاطع من ان تغيرات ستراتيجية حدثت في مواقع اللاعبين الدوليين المهمين والمعنيين في انتاج وتصدير وتسويق النفط في العالم فقد تحولت عوامل القوة في انتاج النفط وتغيرت المواقع وانتقلت من السعودية الرائدة في انتاج النفط في العالم الى الولايات المتحدة.
بعد وصول الانتاج الامريكي اليومي من النفط الى اكثر من 10مليون برميل يوميا وهذا المستوى من الانتاج ربما يزيد عن انتاج المملكة المملكة اليومي من النفط التي تعد اكبر منتج للنفط في العالم وتملك اكبر احتياطي نفطي تقريبا في العالم لكن التغير يعد تغيرا استراتيجيا في انتاج وتصدير النفط في العالم سيمتد اثرة الى عقود قادمة فلم تعد منظمة اوبك التي تتولى السعودية الدور القيادي فيها هي المؤثر الرئيس في مستويات اسعار برميل النفط العالمي والذي يحكمة بكل تاكيد قانون العرض والطلب في سوق النفط العالمي ولكن مع ذلك المؤثر الرئيس على حجم المعروض النفطي وبالتالي على اسعار هذه السلعة الاستراتيجية والحيوية ذات الاهمية العالمية في الوقت الراهن هي الولايات المتحدة حيث يجري اغراق السوق العالمي بمزيد من المعروض النفطي مع كل ارتفاع طفيف في اسعار برميل النفط مع كل حفار جديد ينتصب في مواقع انتاج النفط الصخري في الولايات المتحده. في الواقع تتجه سياسة الولايات المتحدة الى الاستغناء كليا عن نفط اوبك والمقصود النفط السعودي عدا عن ذلك تحاول منافسة الدول المصدرة الرئيسية تقليديا للنفط في العالم وبذلك بتناء نقرأ بيانات ان النفط الامريكي يسارع مسارة وحتى شحنات الغاز الطبيعي للوصول والمنافسة في اسواق اسيا واوروبا وفي هذا ربما تريد امريكا تضع نفسها منافسا حقيقيا لنفط اوبك في الاسواق الدولية . وعندما يتعلق الامر باوروبا فان الاستراتيجية الامريكية تتجه الى اخراج روسيا من السوق الاوروبي بحيث تصبح امريكا المصدر البديل للغاز الطبيعي الروسي الذي يزود اوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز الطبيعي وفي هذا تهدف السياسة الامريكية الى التهميش التدريجي للغاز الروسي والى ادنى مستوى وهي بلد كانت ولازالت تعتبر المزود التقليدي لاوروبا في مجال الغاز الطبيعي وهي جزء من حرب اقتصادية تقودها امريكا وتشترك فيها اطراف دولية اخرى لها مصلحة في تحجيم دور روسيا اوروبيا لذلك هذا الاتحاة يسير جنبا الى جنب مع العقوبات الاقتصادية التي توالت امريكيا واوروبيا ضد روسيا مستهدفة مرتكزاتها الاقتصادية وبشكل خاص شركات النفط والغاز وضرب نظامها المالي سعيا من الغرب الى اضعاف روسيا وتحجيم دورها العالمي .
لكن من ناحية اخرى من كان يتخيل ان ان يغزو النفط الامريكي اسواق الخليج المنتجة للنفط والتي تملك من احتياطيات النفط العالمي المؤكدة نحو 60% . من الواضح ان المبادرة والقدرة على التاثير على اسعار النفط العالمية قد انتقلت عالميا من اوبك وبالتالي من السعودية الى الولايات المتحدة الامريكية يضاف الى قوتها العسكرية . وهذا يعد تحولا استراتيحيا بكل المقاييس " على صعيد انتاج وتسويق النفط في العالم في هذا السياق هناك نصيحة او مثل شعبي يكثر استخدامة يقول" لاتبيع مائك بحافة السقايين " والمقصود انك لوفعلت هذا لن تفلح ببيع الماء في منطقة او مكان مشهور ببيع هذه السلعة اصلا لكن ربما هذا المثل فقد اهميتة اذا اسقطناة على سلعة النفط مع وصول اول شحنات المكثفات من النفط الامريكي الخفيف الى اسواق دول مجلس التعاون الخليجي المنتجة والمصدرة لهذه السلعة العالمية ذات الاهمية الاستراتيجية .

مقالات الكاتب