#خريج_وافتخر

٠وأخيرا تحقق الحلم انهينا آخر يوم إمتحان في كلية الإقتصاد جامعة عدن, لآخر مستوى دراسي فيها تخصص (إقتصاد التنمية ) حضرنا الكلية صباحا ونحن في كامل نشاطنا ولبسنا أبهى ما لدينا من الملابس الأنيقة والمميزة, انتهينا من الإمتحان الأخير وكأن هناك جبل كبير انزاح من عاتقنا طيلة أربع سنوات من الجد والاجتهاد والتحصيل العلمي والصبر والعيش في عالم الدراسة والمعرفة, كان شعور الطلاب والطالبات حينها يغمره بالسعادة والسرور والانتقال الى الحياة العملية الجديدة, تذكروا فيها أول أيام الدراسة في الكلية لمستوى أول وكيف تعرفوا على المحاضرين من الأكاديميين الموقرين وكذا الزملاء والزميلات وكيف اكتسبوا العلم عبر المستويات الأربعة وكيف مضت سريعا كأنها بلمح البصر, وشعروا بأن شيئا ثمينا سيودعهم ويفارقهم ويأتي بعدهم من يكمل مسيرتهم العلمية النبيلة,, 
يقال أن التخرج نهاية رحلة قصيرة لتبدأ بعدها رحلة أطول وهي رحلة العمل والتعلم من تجارب الحياة، 
يعزز ذلك الطموح الذي يجعل من صاحبه رمزا للعطاء والنور 
لا يصل الناس إلى حديقة النجاح، دون أن يمرّوا بمحطات التعب، والفشل، واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطّات. 
 
وأستعرض لكم تجربتي الشخصية وأستفيد من دروسها، فمن خلال اكمالي المرحلة التعليمية في جامعتي العزيزة أحسست بأنني أنجزت شيئاً عظيما في حياتي يستحق التقدير، وكلاماً من القلب وحنيناً للرجوع إلى أجواء الدراسة أكتب عن فرحة التخرج في الجامعة ودورها في تغيير شخصية الشخص نحو للأفضل.
منذ الخطوة الأولى التي خطوتها للتسجيل في الجامعة كنت على موعد مع كلية جديدة ودراسة جديدة عليّ بعد الثانوية العامة، وكانت هناك علاقة بين منبع علم وطالب مدتها أربع سنوات. ما أجمل ذلك اللقاء وما أجمل تلك الأيام! نعم إنه الاجتهاد في حب المعرفة وخدمة الوطن والمجتمع عندما جلست على كرسي القاعة أنتظر وهو أول يوم لي في الدراسة الجامعية.. أنتظر الدكتور المحاضر وأنتظر محاضرته لمادته النافعة في الحياة وبكل شوق وجدية ويأتي الدكتور ويبدأ بالسلام ويشرح لنا كيفية التعليم الجامعي لأننا كلنا كنا في تلك المحاضرة الأولى طلبة مستجدين نتعلم ما بعد التعليم المدرسي، وهكذا استمرت دراستنا والتزامنا بمواقيت المحاضرات العلمية طيلة فترة الدراسة. 
 
وعندما حان موعد انتهاء الدراسة الجامعية أصبحت العيون متلألئة بدموع الفرح والسعادة وعلامات الفرحة على وجوه الخريجين والخريجات وكلهم يباركون لأنفسهم وزملائهم بهذا الحدث العظيم واليوم الجميل ويوجهون شكرهم وتقديرهم وامتنانهم لكل مدرسيهم للمستويات الأربعة وللهيئة للتدريسية الذين بذلوا جهودهم الطيبة في تعليمهم وتنويرهم. لحظتها شاهدت الطلاب والطالبات يغادرون حرم الكلية بينما الزملاء مجتمعون وكل منهم يبارك ويلتقطون الصور التذكارية وبالفعل قمنا بتلك المناسبة السعيدة بصحبة الدكاترة الفضلاء جزاهم الله خير وبارك الله فيهم ، فما أجمل تلك اللحظات الرائعة فرحة جميلة ومحطة من محطات الإنجاز في الحياة. حلاوة الفرحة وحلاوة التخرج تأتي بعد الاجتهاد والتفوق. إلى آبائنا وأمهاتنا سواء الأحياء منهم أو الأموات رحمة الله عليهم كم نحن مدينين لكما بكل جهد بذلتماه منذ بداية مولدنا إلى أن كبرنا ودرسنا وتخرجنا شكراً لكما جزيلاً. وشكرا من الأعماق لكل من وقف بجانبنا وساندنا وشجعنا على إكمال الدراسة الجامعية لنصبح أفرادا يستفيد منهم الوطن بعلمهم وثقافتهم وخبرتهم وأخلاقهم النبيلة 
كل ذلك يصب في استمرار عجلة التنمية والمضي قدما نحو تحقيق الازدهار الاقتصادي والاجتماعي, بعد معاناة طويلة وشاقة خضناها مع الظروف الصعبة التي يمر بها وطننا وشعبنا. إلا أن الفرج لازال يلوح بالافق أن القادم أجمل بمشيئة الله تعالى تلك حكمة الله في الأرض اذا أراد للشيء أن يقول له كن فيكون. فانتظروا تلك الكوكبة العلمية المضيئة والقيادات الشبابية التي ستصبح يوما ما أنموذجا للتحدي والنجاح والإرادة الصلبة والعزيمة الفولاذية التي لا تقهر وستبدأ بتحقيق الأهداف والخطط المنشودة والأحلام بتوفيق من الله وبجهودهم الرائعة فهم يستحقون ذلك وبجدارة عالية ومتميزة. 
نحمد الله ونشكره مليون مرّه، والدعاء ذللّت كل الصعاب، افرحوا يا أهل التميّز و الكفاح من تعب يحصد زهور و ياسمين، والعمل يجني تباشير النجاح. ونرفع القباعات إجلالا واحتراما وامتنانا لكل الدكاترة الذين لم يقصروا معنا في إيصال المعلومة والاستفادة من المحاضرات الهادفة فلهم منا كل الشكر والتقدير على تعليمهم لنا فالحياة تجارب وخبرات .
 
وانتظروا عما قريب لحفل تخرجنا ان شاء الله تعالى فهي تمثل فرحة العمر وستبقى ذكرى خالدة لأجل مواصلة مشوارنا العلمي نحو المعالي والدراسات العليا فهنيئا لنا هذا الإنجاز الكبير وسنرتدي عباءات تخرجنا، ونسمع أصوات تصفيق من حولنا، نرى فرحة أمهاتنا وآبائنا وكل عزيز لنا هذه اللحظات التي انتظرناها، سنرفع قبعات تخرجنا توديعاً لسنوات جميلة مضت، فيارب تمّم فرحتنا بتفوقنا.
مبارك لنا هذا التخرج العظيم ومزيدا من التقدم والنجاح والازدهار والتألق لكل الخريجين والخريجات. والحمدلله حمدا طيبا كثيرا مباركا والحمدلله على نعمة طلب العلم والمعرفة. 
 
#معتز_الميسوري 
#منشور_للذكرى 
#خريج_لاتكلمني
#كلية_الاقتصاد 
#جامعة_عدن 
١٠ مايو ٢٠١٨م

مقالات الكاتب