العقوبات الامريكية ضد ايران ترتد على البلد الفقير افغانستان ؟!

المؤسسات الدولية في تقاريها السنوية تضع افغانستان في ادنى قائمة الدول الاكثر فقرا والاقل دخلا والاكثر تخلفا في مختلف مؤشرات التنمية البشرية بين بلدان العالم النامي .
   افغانستان هذا البلد  الذي يتميز  بصعوبة  تضاريصة الجبلية وتقاليدة القبلية المعقدة يشبه في جوانب وصورعديدة  بلادنا اليمن وعندما نلمح مستوى الانقاسامات والصراعات وعدد المجموعات  المسلحة المختلفة  التي تميز حالنا اليوم  يكاد يزداد مستوى  الشبه وكان قواسم  مشتركة اخرى غير الاسلام  تجمع  اليمنيون والاشقاء الافغان . 
افغانستان  وعبر عقود  طويلة كان يوصف بانه  بلد  الصراعات و الحروب الداخلية المستمرة هذا البلد  ليس فقيرا قياسا بمواردة الطبيعية وهو مايفسر  ان الفقر والتخلف هو محصلة لعوامل مختلفة واولها  غياب الاستقرار السياسي والذي يعد شرطا اساسياللتنميةفعندمايتوقف الصراع تتفرغ النخب في ظل رقابة شعبية لانجاز المستوى اللائق  من عملية  التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تليق بهذا الشعب العظيم.
 ومع ذلك كان الغرب و بعض بلدان الجوار المسؤول الاول عن فقر وتخلف هذا البلد وابقاءة في حالة من الحروب والصراعات  فقد شكل  موقع  افغانستان الاستراتيجي رغم انه غير متصل بالبحر يثير دوما  شهية الدول الكبرى على مر التاريخ  ولهذا  غزتة اكثر من امبراطورية استعمارية وفي العصر الحديث "  غزاة  الانجليز والروس"   واخيرا الولايات المتحدة وكل ذلك كان يتم  اما بدوافع استخدام موقع هذا البلد لتهديد بلدان او بلد ثالث في نطاق الصراع الدول بين الشرق والغرب عن النفوذ او للوقاية من تهديد محتمل مصدرة افغانستان خاصة بعد انتشار موجة التطرف في افغانستان ليصبح عابر للحدود  . 
الولايات المتحدة  الامريكية غزت افغانستان قبل  17 عاما من الآن تحت شعار  اسقاط طالبان والقيام بتنمية هذا البلد  لكن مجمل المؤشرات تؤكدان افغانستان لازالت من بين افقر البلدان وتعتمد في دخلها عل الصادرات غير الشرعية للافيون  الذي يدر عليها دخلا سنويا  حسب صندوق النقد الدولي بقيمة  ملياري دولار  .
امريكا تعاقب افغانستنان :
 
في عام 2016 دشنت الهند وبالتعاون مع ايران ميناء تشابهار في ايران على الحدود الافغانية هذا الميناء الذي لم تكتمل بنيتة التحتية يؤمن لافغانستان لاول مرة التحرك خارج حدود الاقتصاد المحاط باليابسة ويربط افغانستان لاول مرة بحريا مع العالم الخارجي ولذلك يمثل هذا المشروع شريان حياة لافغانستان 
ويقلل وبنسبة كبيرة اعتمادها  على جارتها باكستان شريكها التجاري الذي استخدم الطريق البري التي تربط  بين البلدين لابتزاز  الحكومة الافغانية مع كل تعقد للعلاقات الثنائية بينهما .
كما تكمن اهمية مشروع شابهار في انه حسب "رويترز " سيتيح ولاول مرة استغلال موارد افغانستنان الطبيعية والزراعية خاصة بعد قيام الهند بانشاء طريق دولية  في افغانستان تمتد الى حدود ايران من المخطط ان تستخدم السكة الحديدية لنقل خامات الحديد من  منجم حاجي جاك  في وسط افغانستنان وهو منجم فازت فيه شركة هندية حيث سيجري تصديرة الى الهند  .
عدا ان مشروع شابهار  سيمكن افغانستان من تصدير السجاد الافغاني ومنتجات زراعية اخرى كالفواكة الطازجة والمجففة والرمان الافغاني المشهور بطودتة عالميا "رويترز" .
لكن العقوبات الامريكية ضد ايران  التي بدات الولايات المتحدة في تطبيقها ضد الشركات المنفذة  والبنوك الممولة  تسببت في توقيف العمل في هذا المشروع الحيوي فقد اعلنت شريكتين صينيتن ومجموعة فليلندية تعمل في انجاز البنية التحتية للميناء  عن توقيف عملهما .
ومن جهة اخرى العقوبات الامريكية ستمنع التجار الافغان الذين اصبحوا معزولين عن التمويل بعد ان  كانوا ياملون في شابهار  بديل عن استخدام ميناء كراتشي الباكستاني فهم اليون يشكون من عدم  تمكنهم  من تمويل وارداتهم عبر البنوك المراسلة وهو مايضطرهم للاعتماد على نظام الحوالة التقليدية كما يحدث حاليا عندنا في اليمن سواء بسواء  .
لكن كيف يمكن للولايات المتحدة الامريكية التي تحتل افغانستان منذ 17 عاما ان تسبب بافدح الضرر لبلد تقول انها جاءت لانتشالة من الفقر والعوز ان تتسبب بافدح الضرر بمصالة واقع الحال ان الدول الامبريالية لاتعيل اهتماما  بمصالح الشعوب الفقيرة بقدر اهتمامها بمصالحها افغةنستان انموذجا .     
  

مقالات الكاتب