بهذا المضمون علينا ان نفهم نجاح المسلمين في الغرب!!

تداول الاصدقاء وعلى نطاق واسع وبفخر وابتهاج منشور يبين  عدد المسلمين الذين باتوا يشغلون مناصب قياديةفي بريطانيا لكن لو وسعوا الصوره باحصائية شاملة عن   نجاح المسلمين في  جميع الدول الغربية تقريبا  فقد تكون الصورة مفاجئة للكثيرين تدلل على حجم النجاح الهائل الذي حققة  المسلمون  المقيمين  في الغرب .
حقيقة الامر ان  المسلمون  هم مواطنون ينتمون الى البلدان التي  يعيشون فيها؛ ويعملون على خدمتة؛ في بريطانيا     المسلمين يمثلون  أنموجا؛ وفي البلدان الاسكندنافية ؛وفي كندا والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول الغربية .
في بريطانيا المسلمين  يحملون الجنسية البريطانية  ولذلك هم بريطانيون كغيرهم من السكان،  وفي هذا لايمكن ان تقف الديانة حائلا في عدم  تمكينهم  من الوصول الى اعلا المواقع. لانه في النظم الديمقراطية ذات التقاليد العريقه كبريطانيا العظمى، وغيرها من البلدان الغربية ،وان بشكل متفاوت   لايهتم  الناس بالديانة التي يؤمن به الفرد، ولكن الاهم ان يكون مواطنا يحترم النظام والقانون في بلده التي يعيش فيها ويعمل لمصلحة البلاد المقيم فيه . ان يصل المسلمون البريطانيون الى هذه المواقع القيادية التشريعية والتنفيذية وفي المجالس المحلية هذا يحسب لصالح انظمة هذه البلدان وهنا تحديدا النظام البريطاني .
وهذا التطور  بقدر مايعكس طبيعة ومضمون هذه الانظمة الديمقراطية فانه في تقديري يعتبر  وسيلة مثلى  تسمح  للملسمين بدرحة اكبر بالاندماج في مجتماعتهم الغربية مع الاحتفاظ بانتماءاتهم  وهوياتهم الدينية، والواضح ان لاتعارض بين الديانة وحقك الدستوري والقانوني ،و في الغرب ينظرون الى مسالة  التدين سواء كنت مسلما او مسيحيا او يهوديا  او حتى ان كنت تنتمي الى ديانة غير سماوية او حتى لاتنتمي الى اي ديانة بالمطلق يعتبرون وينظرون الى  ذلك باعتبارة    مسالة شخصية ، تخص الفرد  ذاتة
 " فمن شاء فاليومن ومن شاء فليكفر " المهم ان تلتزم بالنظام والقانون في البلد الذي تعيش فيه  ولذلك  جميل ان نشعر بالفخر ان مواطنا بريطانيا مسلما وصل الى  مواقع عليا في اكثر من مجال .
 لكن في حقيقة الامر ان من يجب ان يشعرون بالفخر هم البريطانيون والغربيون ذاتهم   لان انظمتهم الديمقراطية وحضارتهم هي وحدها من اتاحة هذه الفرص المتساوية بين المسلم ،وغير المسلم، وبين الاسود والابيض، بغض النظر عن الدين واللون والجنس؛ و في ان ينتخب وينتخب وينافس على الوظيفة العامة ايضا . 
واجد في هذا  ابرز تعبير عن الفارق الموجود في  المستوى الحضاري، وفي مستوى ترسخ التقاليد الديمقراطية وفي مستوى تطور المؤسسات ،وكتعبير عن الفارق الثقافي والتاريخي ، ومستوى الوعي ايضا بين مواطني وانظمة  الشرق والغرب او بين  مواطني الشمال والجنوب بالمفهوم الشامل ببعده الثقافي والاقتصادي والذي يعمل و يحسب  لصالح الغرب بكل تاكيد  . 
بل ان مايحصل من  من طورات ونجاحات في هذا المجال،  انما  يتيح لنا التامل اولا ، و المقارنة ثانيا  بين حالنا وحال الغرب. ولمعرفة  الفرق بين واقعنا العربي والاسلامي  وبين حال وواقع  الغرب .
وخاصة عندما يتعلق الامر بالحريات و بتمكين المواطنيين  المسلمين الذين يمثلون اقلية في البلدان الغربية  كما هو   من الوصول الى مواقع لم تكن يوما متاحة للاجانب .لكن ماذا عن عن  بلداننا الاسلامية والعربية؟ من هذا الزاوية يلاحظ ان هناك فرقا حضاريا كبيريا  فالمواطن المسلم  في الغرب وبغض النظر عن الديانة  التي ينتمي اليها كما اسلفت  فان  المجالات والخيارات  متاحة  ومفتوحة امامة وهناك امثله كثيرة ومنها المنشور الذي تداولة الاصدقاء  والذي يحكي  تبؤ مسلمين مواقع مواقع قيادية في بريطانينا. هذا يعني مجددا انه في  الغرب  المسلم  هناك ينافس  وتتعدد خياراتة ويعمل  في بيئة داعمة وهذه حقيقة لامراء فيها؛ بمافي ذلك  على مستوى  الوظيفة العامة  وان حاز عليها بشكل متدرج ؛اما في بلداننا  العربية والاسلامية فلاتوجد هذه الحالة تقريبا لو امعنا النظر في المقارنة،   لكن هناك محددات كثيرة ترتبط بمستوى تطور ونضوح مجتماعتا ديمقراطيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا ؛ و لان دساتيرنا في اكثر من مكان  تقيد غير المسلم من الترقي فلايمكن لغير المسلم ان يصبح وزيرا باسثناء مصر وسوريا  وهذا  عائد لارتفاع عدد المسيحين في هذين البلدين  عدا عن عوامل  تاريخية؛ وابرز الامثلة  ان الدستور اليمني يشترط لمن يرشح نفسه الى مجلس النواب "البرلمان" ان يكون مسلما وهذا شرط رئيسي عدا ان  يكون المرشح  من ابوين يمنيين . 
 
 وهكذا في كل الدول العربية التي تمتلك دساتير  و وربما في معظم الدول الاسلامية.
اذا هذا هو الفرق  بينناء وبينهم بين مستوى تطور مؤسساتنا ومؤسساتهم في الغرب لذلك ونحن نتاول حال المسلمين في بريطانيا والغرب عموما علينا ان نفهم طبيعة واسباب نجاح  المسلمين في الوصول الى المواقع  القيادية في بلدانهم الغربية ؛والتي باتت ظاهر تتسع ووتعمق في اكثر من بلد غربي وهي حق من حقوقهم ؛ و ان نفهم ذلك بهذا المضمون وبهذا الروح من باب الانصاف و لنعطي  كل حقا حقه .
ومع ذلك هذا لايمنعنا من الافتخار والشعور بالزهو، بما حققه المسلمين، من نجاحات في بلدانهم الغربية، او يقلل من افتخارنا بحضارتنا الاسلامة، التي مثلت يوماو في مراحل تاريخية منبعا للعلوم ورافدا من روافد تطور الغرب وفي اكثر من مجال . 

مقالات الكاتب