بروكسل تشرع للتصدي لسيل الاستحواذات الصينية؟!

أمس الاثنين الموافق  28 مايو  وافق نواب في البرلمان الاوروبي على مقترح من بعض النواب يدعو لمزيد من التدقيق في الاسثمارات الاجنبية في اطار مساعي اوروبا للتصدي لسيل الاستحواذات الصينية في دول الاتحاد الاوروبي  " رويترز" ، من المفترض ان يكون القانون الذي سينظم الاسثمار  جاهزا  مع نهاية عام 2018 .
 لكن لماذا على اوروبا ان تدقق هذه المرة وتتضامن بقوة  للوقوف في وجه الاستحواذات الصينية التي باتت  تعتقد انه خطرا صينيا اصبح يداهما ، وهي التي كانت في  بداية الازمة المالية العالمية التي ضربت العالم في عام   2008 وماتلاها تهرع الى بكين، دولة بعد اخرى و تتنافس سرا وعلنا وتحث الخطى مسرعة في دعوة بكين للاستثمار في قطاعاتها الانتاجية  فما ان يغادر الرئسي الفرنسي بكين عائدا الى بلادة ؛  يصل للتو رئيس الوزراء البريطاني ، ويلحقة بعد ايام رئيس الوزراء الايطالي لنفس الغرض ولنفس السبب وكهذا ..وفي نفس الوقت لم ينقطع سيل الشركات الغربية قاصدة الصين  . 
وطريق بكين سلكتة  ايضا الولايات المتحدة الامريكية وعلى اعلى مستوى لنفس السبب ولنفس الغرض ايضا . 
كانت جميع هذه الدول وغيرها ، تتطلع الى ارضاء الصين، علها  تفوز منفردة او مجتمعةوالاخيرة خاصة عندما يتعلق الامر بالشركات الضخمة ذات الاستثمار الغربي المشترك والهدف ؛ قروض صينية ،او قبول الصين  شراء شركات اوروبية تعاني من مشكلة الركود ،ويتعرض المشتغلين فيها للتسريح من اعمالهم .
 او في مساعدة شركات امريكية  ضربتها الازمة مع حالة الكساد والركود العميق التي خيمت على اوروبا والولايات المتحدة  واستمرت طويلا  وقبل كل شيء في  في بلد   " مركز الازمة ". واشنطن .
 لذلك وهذه حقيقة يعترف بها بمضض الغرب في ان مساهمة  الصين التي تمكنت في  مرحلة التسعينيات  وماتلاها  من مراكمة جبال من الاصول المالية  الخضراء، وعدم تعرض قطاعها المالي لارتدادت الازمة االمالية والاقتصادية ، التي انطلقت من الولايات المتحدة، ومرد ذلك  ان الصين على وجه الخصوص ومعها  دول  آسيوية اخرى و ان بشكل متفاوت؛  غير مندمجة عميقا في نظامها المالي مع النظام المالي العالمي التي تقودة الولايات المتحدة، عند المقارنة بالغرب، على النحو الذي نراه في مستوى الترابط الموجود  في الدول الغربية، وهنا يمكننا التمييز؛ هناك في الغرب كانت إثار الازمة المالية العالمية مزلزلا ؛ بدءا من القطاع المالي وانتقل الى القطاعات الحقيقية للاقتصاد. 
لذلك لولا الاسثمارات الصينية والآسيوية  عموما، لماتمكنت  الولايات المتحدة ولا اوروبا ولا العالم من الخروج التدريجي من  حالة الكساد والركود وبهذه السرعة ، التي نجمت عن الازمة ؛ وهنا لا احد ينكر اثر  الدور الحاسم الذي لعبتة  سياسة التسهيل الكمي  التي اتبعها بنك الاحتياطي  الفيدرالي الامريكي، وعممها البنك الاوروبي ؛ واجراءات التاميم وهو شيء من المفارقةان تتبعة  الحكومات الغربية لان اسلوب التاميم يتناقض مع الاسس التي يقوم عليها النظام الراسمالي لكن  تحديدا المملكة المتحدة، حذت حذو الولايات المتحدة، في اعتماد اسلوب التاميم ، لانقاذ بعض  المؤسسات المالية التي تعرضت للافلاس.
 وفي المحصلة يمكن القول ان ضخ الصين لمئات المليارات من العملة الامريكية في الاقتصاد الغربي ، اضافة الى حجم ضخم من  الاموال الخليجية التي وجهت لانقاذ العديد من الشركات الغربية، وعمليات الاستحواذ ، كان لها دور محوري ان  لم نقل حاسما في في تسريع  تجاوز الغرب وان تدريجيا  للاثار الناجمة على الازمة المالية العالمية التي  انطلقت  عام 2008 وبدأت ارهاصاتها في العام الذي سبقة.
 
لكن لماذا ازدادت المخاوف لدى الاوروبين مؤخرا  من مخاطر الاستحواذات الصينية ؟
 
 هذا ماسنتناولة لاحقا 

مقالات الكاتب