ترامب بعد قمة " كبيك " امريكا لن تبقى حصالة لكل الصوص؟!

في" كبيك"  بكندا انهى زعماء مجموعة G7 الصناعية الكبرى "الولايات المتحدة ، اليابان، المانيا ، فرنسا، بريطانيا ، ايطاليا ، وكندا " اجتماع عاصف  للمجموعة عقد في كندا على مدى يومي االجمعة والسبت  دون اتفاق بشان القضية الرئيسية محور النقاش المرتبطة بالخلاف التجاري بين اوروبا وكندا من جهة والولايات المتحدة من جهة اخرى بعد ان قررت الاخيرة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% و10%  على التوالي على  سلعتي الحديد والامنيوم المستوردة من اوروبا وكندا .
ويشير الهبراء ان محصلة الاجتماع كانت متوقعة .
فالرئيس ترامب كعادتة  لايعترف بالحلول الوسط.  في الاجتماع الاوروبيون اقترحوا  على الرئيس  ترامب "اجراء تقييم مشترك للمشاكل التجارية موضوع  الخلاف في تبادلهما التجاري"  لكن هذا المقترح لم يلق تفهما من الطرف الامريكي .لم يئبة ترامب لتهديد الاوروبين وكندا باسماعة انهم سيتعاملون  بالمثل .
بفرض رسوم  جمركية على طائفة من السلع الامريكية المستوردة لان الاثر الاقتصادي  على الولايات المتحدة سيكون اقل بالمقارنة بالاثر الكبير التي ستحدثة الرسوم الجمركية الامريكية   على الدول الاوروبية وخاصة المانيا وفرنسا . 
مع العلم ان الاوربيون وفي اجتماعات مراتونية متواصلة عقدت في بروكسل  اتفقوا قبل ذلك بالكاد على فرض رسوم جمركية وبنسب متفاوتة لكن هذه الرسوم كانت متواضعة وخجولة رغم انها  شملت  طائفة من  من السلع الامريكية المستوردة  لكنها  سلع غير اساسية وهامشية مثل مشروب  الوسكي الامريكي .
 الاوربيون  في هذا  النزاع حاولوا ان تكون اجوبتهم على الحمائية الامريكية تعبيرا عن موقف اوروبي موحد خاصة وان  ترامب يريد ان يستفرد بكل دولة اوروبية  على حدة للتفاهم  معها  بشان تعديل الميزان التجاري الذي يميل اجمالا لصالح الاوروبيين  وخاصة المانيا اكبر دولة مصدرة في العالم وكبر شريك تجاري للولايات المتحدة . 
  في هذه المشكلة وغيرها التي تحاول فرنسا ان تقود الاتحاد  الاوروبي سياسيا فيما القيادة الاقتصادية لالمانيا يظهر الواقع ان  مصالح الدول الاوروبية ليست متطابقة بل ومتفاوتة في اكثر من مجال وفي اكثر من ملف بما في ذلك في علاقاتها مع روسيا والصين .  ولذلك رغم التصريحات الشديدة التي اطلقها الرئيس الفرنسي والمستشارة الالمانية ضد الولايات المتحدة في اعقاب  توقيع الرئيس ترامب على فرض رسوم اضافية على الواردات الاوروبية غير ان  هناك   
  حدود للرد الاوروبي يجعل من المستحيل  ان يكون الرد الاوروبي مناسبا وحاسما لهذه الاعتبارات وغيرها .
ابرز ماقالة ماكرون  في اعقاب اجتماع المجموعة  ان الدوبلماسية لاتصلح  مع "الغضب" والمقصود  هنا ترامب الذي تعامل مع شركاءة  بعصبية وغضب شديدين بل تعامل مع الزعماء الاروبين بمنطق المتعالي وبشيء من  الازدراء وهو سلوك  لم يكن مالوفة او مستخدما في العرف الدوبلماسي القائم بين شركاء الليبرالية الاقتصادية الراسمالية على ضفتي الاطلسي لكن ربما ان شعار امريكا اولا  الذي اعلنه ترامب  والمخاوف من التغير المتسارع في موازين القوة في العالم جل ترامب لايميز بين صديق وحليف وخصم عندما يتعلق الامر بالبزنس وبمصالح بلادة الاقتصادية  .
ترامب اعلن بعد الاجتماع انه اعطى توجيهات للوفد الامريكي بعدم التوقيع على البيان المشترك بعد ان كال لرئيس القمة  جملة من  الاتهامات من بينها "الضعف والاذعان " والمقصود رئيس الوزراء الكندي الذي تراس قمة المجموعة باعتبار بلادة هي الدولة المضيفةللاجتماع  وفي تعليقة للصحافيين بعد مغادرتة القمة قال ترامب  " لن تظل الولايات المتحدة عبارة عن حصالة لكل اللصوص " .
البيان المشترك لمجموعة الدول الصناعية الكبرى  G7 يندد بروسيا ؟
في البيان المشترك وردت اشارة مثل الحاجة "الى تجارة حرة وعادلة ومفيدة لطرفيها " وعلى" اهمية محاربة الحمائية التجارية"   و اشارة اخرى  ان  الاجتماع ركز على الخلافات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها " ونسعى جاهدين لتقليل المعوقات الجمركية وغير الجمركية "   هذه العبارات الفضفاضة عديمة المعنى  التي وردت في البيان المشترك   الذي لم يوقع  عليه الوفد الامريكي لاتعني شيئا بالنسبة للقضية الرئيسة مو ضوع الخلاف .لكن وباصرار قوي من ماي رئسية وزراء بريطانيا وحتى يتم التغطية على فشل اجتماع G7  واضهار المجموعة موحدة  فقد تضمن البيان  مطالبة روسيا بعدم دعم النظام السوري والتوقف عن تقويض الانظمة الديمقراطية وادانة روسيا فيما يتصل بمحاولة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا والاشارة الى ان  المجموعة قد تتخذ  عقوبات اقتصادية جديدة ضد  على روسيا اذا ما استمرت في نهجها .  مع التاكيد على الحاجة الى التفاهم مع روسيا في المسائل الاقليمية والدولية . ياتي هذا في اعقاب  اقتراح الرئيس  ترامب  بالسماح لعودة روسيا للمجموعة . 
والخلاصة 
    ان قمة "كبيك"   لمجموعةالدول  الصناعية الكبرى  السبع  فشلت فشلا ذريعا في حل الخلافات التجارية بين الحلفاء الغربيين  وهو مؤشر على بدء العد التنازلي لتصدع قد يزداد  في المستقبل .

مقالات الكاتب