هل صحيح ان خريجي اوروبا الشرقية اقل جودة من مثيلهم ..؟!

القصة؛ تبدا عندما جمعني ،وبالصدفة مقيل يمني ؛ في ديوان احد الاصدقاء  الاعزاء الذي ساظل اكن له فائق التقدير وعظيم المودة ؛  اتيح لي شخصيا التعرف على خبرات؛ وقدرات علمية؛ وعملية رفيعة، في مجال اختصاصاتهم ؛ سعدت  شخصيا التعرف على هذه الكفاءات المتميزة اجتماعيا ومهنيا .  كان يجلس بجانبي احد المرموقين الاختصاصين ؛ ومن هيئتة وموقعة الوظيفي، من ملمحة تراه  على مستوى، عال ، من الخلق، والتواضع، ومن نقاشة تلحظ انه يمتلك ، قدرا واسعا ،من المعرفة  والاطلاع .
وبشكل ضمني اضهر لي انه  احد خريجي؛ جامعات  اوروبا  الغربية او الغرب 
 بعد ان تعرف علي ، باشرني بالقول " تعرفت على رسالة  ماجستير  منحتها احدى كليات  جامعة عدن  بدرجة امتياز   للطالبة "..."  حدث  ذلك بالصدفة عندما  حضرت الطالبة  ..باحثة  عن  وظيفة  و  كانت تحمل معها رسالة الماجستير. وخلص بالقول " لقداصيبت شخصيا بالصدمة بعد اطلاعي السريع على الدراسة  لتدني المحتوى العلمي للرسالة وهي دراسة لاتتوفر فيها الحد الادنى من الشروط العلمية  ..ناهيك انها  ليست بمستوى الدراسات التي ترقى الى ان تمنح بموحبها شهادة الماجستير"  ؛ قلت له ربما  يكون الامر كذلك فالبدايات قد تفرز بعض القصور؛ لكن الإن في  برامج ؛ الماجستير تحديدا ؛وحتى برامج الدكتوراه ، هناك تراكم وتطور نوعي قد حصل وهي تجربة اولى تخوضها جامعة عدن ؛ بعد ان كانت كلية الاقتصاد من بين كليات جامعة عدن الاولى التي  بدات  بتطبيق برنامج شهادة  الماجستير و شهادة  الدكتوراه هل استعجلنا في تطبيق برامج الدكتوراه مثلا هذا موضوع آخر . 
 هذه البرامج توفر لها الحد الادنى من الشروط  واهمها التطورالنسبي في الكادر التدريسي؛ وفي عدد ،ومستوى  الالقاب العلمية في كل قسم علمي على حدة .ومؤكد ضعف البنى المادية واللوجستية وغياب   المراجع والمكتبة الرقمية يقينا تترك تاثيرا  في مستوى الاعداد والجودة في المخرحات  مقارنة في جودة مخرحات الماجستير  في جامعات اقليمة ودولية مرموقة. 
دفاع مستميت:
 
   صاحبي ظل مدافعا ومنافحا قويا, عن المدرسة الغربية ،وهذا شيء طبيعي ,ولهذا  اوعز الضعف، في  شهادة الماجستير  الى طبيعة مدخلات الاقسام العلمية، من الهيئات التدريسية، كون معظم  الدكاترة حصلوا على شهاداتهم من جامعات اوروبا الشرقية.
وقد اوضحت انه ربما  ان  الامر ليس كذلك؛ فالشهادة ايا كان مصدرها؛ او الجامعة التي تمنحها شرقا او غربا؛  تعطيك النظريات و المعارف، وتمنحك المناهج والادوات العلمية، عدا عن طرائق التحليل والتفكير ؛ التي عليك ان تخوض  غمارها لاحقا على الواقع؛  وفي هذا السياق ؛ النجاح يتحدد في الواقع بقدراتك الذاتية و مثابرتك.. ؛ كما يرتبط بمدى توفر  الظروف، البيئية المحفز ممثلا :الامكانيات المادية والتقنية والمالية ؛ ويمتد الى البيئة العلمية ؛المحفزة للعطاء البحثي ،والتدريسي، ويمتد ايضا الى مستوى تفاعل النسق الاكاديمي راسيا بشكل ايجابي وغيرة من العوامل والشروط  لتضاف ؛الى عوامل البيئة المحفزة؛ في جامعة عدن وفي غيرها من الجامعات اليمنية.
ورغم اني؛ لا املك بيانات؛ عن  الساعات المعتمدة؛  المتبعة في  برامج الدكتوراه؛ في الحامعات الشرقية مقارنة بمثيلتها الغربية إلا اني  ؛اعتقد انه لاتوجد فروقات  جوهرية بين جودة؛ حملة، شهادة الدكتوراه من  اوروبا الشرقية و بالغربية .
 ولاني هنا مستمر في  محاججة صاحبي ..في بلادنا ؛ اثبت حملة شهادة  الدكتوراه،  من اوروبا ،الشرقية وغيرهم ؛ انهم   لايقللون ؛جودة ،من زملائهم؛ خريجي؛ اوروبا الغربية؛ اللهم في فارق اجادة ؛ اللغة الانجليزية؛ بالنسبة للذين؛ درسو في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية رغم البعض اكتسب اللغة الانحليزية في السنوات الاولى من حياتة الدراسية ؛ وربما في مستوى طرائق تحليل  الخيارات - الفرص التي وفرتة حرية البحث؛ في الجامعات الغربية؛ رغم ان هذا الاخير ايضا ؛ يكتسب  مع التعمق في تحليل الظواهر والمشكلات على صعيد  الواقع وفي الحياة العملية؛  او في  ضوء  تقدم ورقي الاماكنيات التي تتوفر في بعض الجامعات الغربية مقارنة بالشرقية؛ لكن حتى هذا ليس له تاثير جوهري  حاسم ؛ بدليل؛ ان خريجي جامعات  اوروبا الشرقية يرتفع مستوى الطلب عليهم في اوروبا الغربية؛ وينافسون على الوظائف مواطني اوروبا الغربية .
المسالة هناء تتعلق بشيء آخر عندما يتعلق الامر بخريجي اوروبا الشرقية سواء اولئك الذين يعملون في الجامعات والمراكز البحثية او غيرهم لكن المشتغلين  بالجامعات هم  الاهم  الذين يجب ان  يبقون على علاقة وطيدة مع العلم والتدريس ؛ في حياتيهم  المهنية ويضلون ؛ مرتبطين بالمعارف .
هذا الشيء الاخر اصيغة يمكن ان اصيغة من خلال الاسئلة التالية :
   اولا :
هل حملة الدكتوراه؛ من جامعات  اوروبا الشرقية في الممارسة؛  اعادوا هيكلة تفكيرهم ونظرتهم؛ وقراءة  النظريات الاقتصادية الراسمالية ؛والاجتماعية؛  وغيرها من النظريات العلمية المرتبطة باختصاصاتهم من مصادرها؟
ثانيا :
هل استطاعوا حملة الدكتوراه من اوروبا الشرقية  صقل  وتطوير مهارتهم واكتساب ما أمكن اللغات الاجنبية وبالذات اللغة الانجليزية التي توصف بكونها لغة العلم ؟
وثالثا :
هل اساتذة الجامعات هم على صلة دائمة في متابعة التطورات العلمية والتكنولوجية وماحدث من تطور في طرائق التدريس؟.
    رابعا :
هل يحصل اساتذة الجامعات على دورات وفرص تبادل الخبرات والاحتكاك مع الجامعات الخارجية والمشاركة في المؤتمرات والندوات العلمية .
الخلاصة
 ان المهم والاهم ؛ وفقا لهذا السياق يمكن ان نتخلص ان الامر ينطبق ايضا على خريجي الجامعات الغربية سواء بسواء طبعا مع الافضلية للاخير  .
 ولهذا يصبح الضعف حالة فردية ولايمكن تعميمها .
 وفي هذا معظم من تخرجو من اوروبا الشرقية اثبتوا جدارتهم؛ في التفوق والعطاء ؛ سواء في الجامعات؛ او في الوظائف والتخصصات المهنية ؛ وفي هذا ايضا ؛ هناك اطباء تخرجو من بلدان ؛اوروبا الشرقية تفوقوا على زملائهم خريجي الغرب الراسمالي ؛ ويرتفع الطلب عليهن ليس في اجراء اعقد العمليات واصعبها وفي تخصصات اخرى استطاع باحثين تحقيق نجاحات  في عمليات البحث والتطوير والتدريس. ولدينا نماذج كثيرة  لايتسع الوقت ؛ولا الحيز لذكرها.  وخلاصة الخلاصة: 
 يمكن القول ان  الضعف او التفوق ؛ والجيد والردي  هي حالات  فردية .وهناك البعض مما  يمكن ان نوصفهم بالضعف لانهم تخلفوا عن مجارات التطور المتسارع الذي لايرحم ولازالوا يتبعون المناهج القديمة التي عفى عليها الزمن .

مقالات الكاتب