سؤال من صحفي حول اسباب انخفاض اسعار الصرف ؟!

  السؤال:  
"ماهي اسباب  الانخفاضات المتتالية في سعر العملة الصعبة  مقابل الريال اليمني  خلال الاسبوعين الاخيرين وهل من الممكن ان تستمر العملة الصعبة في انهيارها  ام انها ستشهد ارتفاعا خلال الايام القادمة ؟"
 
 سؤالك يحتاج الى تصحيح بالنسبة للعملة الصعبة " الدولار" هذا  ليس انهياريا امام الريال اليمني ما حدث ان الريال اليمني في الاسابيع الاخيرة اسرتجع بعض من قيمتة امام الدولار  مقارنة بالمستويات التي وصل لها  سعر الصرف في شهر  اكتوبر الماضي حيث كان الدولار يسعر في سوق النقد الاجنبي فوق مستوى  ٧٨٠ريال/ مقابل كل دولار في وقت كانت المضاربة  على الدولار في اوجها .
حاليا سعر  الصرف في السوق  بين ٥٠٠ و٥٢٠ ريال للدولار اي ان الريال تقريبا استعاد نحو ثلث قيمتة  التي فقدها امام الدولار والريال السعودي باعتبار الاخير متغير تابع للدولار حيث يرتبط  السعودي بسعر  ثابت عند ٣.٧٥ ريال / دولار  هذا التحسن الذي حدث للعملة الوطنية في مبادلاتها مع  العملات الدولية وفي المقدمة منها الدولار  هو شيء رايع و خبر سار حملة شهر نوفمبر    للمواطنين لانه سوف يسهم  في منع  انزلاق البلد  الى مجاعة واسعة . لكن الاهم ان يلمس الناس تراجعا حقيقيا في اسعار  السلع  الغذائية بنفس مستوى التغير الذي يحدث في سوق النقد الاجنبي اذا حصل هذا فسوف يسمح  لنا ان نقول ان الريال استعاد جزء من قوتة  الشرائية والاخيرة هي مسؤولية الحكومة وقبل كل شيء مسؤولية  وزارة التجارة والصناعة و الجهات المحلية والمنظمات المدافعة عن حقوق المستهلك .
التحسن النسبي في سعر الصرف يعود للسياسات و الاجراءات والجهود  التي اتبعها البنك المركزي في فتح اعتمادات الاستيراد وادارة المعروض النقدي وتشجيع البنوك  في استعادة بعض من عافيتها ومنع المضاربة بسعر الصرف من موقعه الجديد في العاصمة المؤقتة عدن .
لكن  هذه السياسات للمركزي  التي اثمرت في التاثير على سعر الصرف  ودفعة نحو التحسن.
 هو ايضا نتاج لعوامل محلية واقليمية ودولية داعمة  .
  ١- جاء التحسن في سعر الصرف بعد تعيين رئيس حكومة جديد ممثلا بالاخ  الدكتور معين وهذا ليس ريائا من جانبي  ولكن هذا الرجل غير الاولويات حيث وضع الملف الاقتصادي ضمن اولويات الحكومة وهذا يحسب له  بعد ان كان الموضوع الاقتصادي ياتي ربما في المرتبة الثانية او الثالثة .
 ٢-كما ياتي التحسن  في سعر الصرف     في ظل موقف قوي للمجتمع  الدولي يهدف بعنوانة الانساني  الكبير كما هو معلن  منع حصول  كارثة  انسانية واسعة النطاق  يمكن ان تحدث  في ضوء المخاطر التي حذرت منها المنظمات الدولية الانسانية والحقوقية بشان الحالة الغذائية والصحية  وتعهد بعدم  السماح باستمرار التدهور المريع الذي وصلت اليه الاوضاع المعيشية في اليمن. بمعنى آخر  نجاح البنك  المركزي  في تحسين سعر الصرف   جاء في بيئة محلية و  اقليمية ودولية داعمة وفرت قدر من اليقين اثمرت  هذا التحسن  .
مؤكد ان المضاربة على الدولار التي صعدتها  محلات الصرافة بدافع  الاثراء والتربح  وقيامها بدور البنوك كان له دورا كبيرا ومؤثرا في  انهيار الريال امام الدولار  وحدث هذا في ضوء انتشار حالة من الهلع  والقلق وعدم اليقين في غياب الرسائل الخارجية المطمنة وخاصة من الدول المؤثرة عالميا .
لكن   حتى يكون  التحسن في سعر الصرف مستداما ومعبرا عن توازن العرض الكلي والطلب الكلي في الاقتصاد يجب ان يكون مدعوما ومعبر  عن واقع الاقتصاد الحقيقي بمعنى  يجب ان يكون هناك نمو حقيقي في  ماينتجة المجتمع من سلع وخدمات معبرا عنه في  نمو  الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي ومايستتبع ذلك من  كبح الاختلالات العميقة القائمة في المؤشرات الاقتصادية الكلية  سواء في عجز الموازنة العامة للدولة اوفي ميزان الحساب الجاري وبالذات تجسير الفجوة القائمة في الميزان التجاري.. وهذا يستلزم توفر الشروط التي من خلالها يمكن للاقتصاد بكافة قطاعاتة ان يستانف دورة  الطبيعي ونؤمل ان تتدفق  قريبا الموارد الخارجية والمساعدات ضمن  برنامج اعادة البناء  . 
د.يوسف سعيد احمد

مقالات الكاتب