إلى الاشقاء : عدن تحتاج إلى ما هو أكثر من المساعدات الاغاثية ?!

الامطار الغزيرة  التي هطلت خلال اليومين الماضين على مدينة عدن والتي وصلت كميتها الى ٧٧ مليمتر وبسرعة رياح ٥٥ عقده تسببت بكارثة حقيقة لهذه المدينة؛ ليس لان كمية الامطار، وحجم الفيضانات، التي نتجت عنها كانت غير مسبوقة ربما منذ عقود حيث غمرت شوارها و منازلها واتلفت ممتلكات المواطنين والتجار وما تسببت به من تساقط للاعمدة الخشبية  الكهربائية المتهالكة في الشوراع  من حالات وفاة ببن المواطنين وماترتب عن كل ذلك من قطع خدمات الكهرباء والمياة عن السكان وانسداد قنوات تصريف المياة؛ ولكن لان مدينة عدن تهالكت بنيتها التحتية وتردى وضعها وتدمرت ومالم يدمرة الزمن دمرته الحرب.
مع هذه الكارثة الكبيرة التي حلت بمدينة عدن فقد سارع الرئيس هادي مشكورا بتوجية الحكومة بوضع موازنة مؤقتة" طوارئ" لمواجهة الوضع الناشىء وحث السلطة المحلية تفعيل دورها لتخفيف معاناة المواطنين.؛كماقام الاشقاء بالامارات مشكورين باشراك  الالآت والمعدات والصهاريج الحديثة التابعة لهم  في عملية الانقاذ وشفط المياة وتقديم مساعدات اغاثية اخرى. ومن جهتها بدأت المملكة بتسيير اسطول اغاثي الى مطار عدن الدولي للمساعدة في عمليات الاغاثة .
ولا نستطيع إلا ان نشكر الجميع على ذلك لكن عدن تحتاج ان يقوم الاشقاء بالمساعدة  في بناء وتحديث البنية التحتية المهدمة والمتاهلكة فيها اخذا بعين الاعتبار حجم الموارد  المالية المحدودة للحكومة في هذه الظروف الدقيقة .  
هذه المساعدات التي ننتظر ان يقدمها  الاشقاء هي على النحو التالي :
١- المساعدة في تحديث شبكة الخدمات العامة للمدينة في مجال  الكهرباء والمياة فعدن تحتاج توفير طاقة كهربائية كافية و صديقة للبيئة و الى شبكة نقل كهرباء ارضية واستبدال اعمدة الكهرباء في الشوارع ؛ وتحديث انابيب المياة الداخلية والرئيسة الموصلة الى المدينة من مواقع الحقول عدا عن تحديث وتطويرالبنية الانتاجية والخزنية في الحقول التي تغذي عدن بمياة الشرب . 
٢- عدن تحتاج الى مشروع لتحديث  واصلاح شبكة الطرق  الرئيسة والفرعية واعادة بناء الجسور  وبناء جسور جديدة يخفف من ازمتها المرورية ويقلل من زمن وتكلفة الانتقال  يليق بهذه المدينة الجميلة .   
٣- تحتاج مدينة  عدن الى تحديث وتوسيع وتحسين شبكة المجاري المتقادمة وربط الاحياة والتوسعات الجديدة بشبكة مجاري حديثة  تستوعب هذه التوسعات. كما تحتاج الى بنية تحتية ل تنقية مياة المجاري على اسس حديثة بدلا عن المجاري الحالية  التي تصب في البحر و تتسبب في تلويث  شواطىء عدن والاضرار بالبيئة البحرية وبالمواطن وبجمال هذه المدينة  .
٤- عدن تحتاج الى وسائل
 حديثة لجمع القمامة وسيارات مجهزة  لنقلها وصهاريج لشفط المياة وآلات حديثة لرفع المخلفات .
لا ابالغ ابدا اذا ماقلت انك
 عندما  تمر بسيارتك عبر الشارع الرئيس في المنصورة قادما من خط التسعين والمرور عبر  شارع السجن وحتى جولة الغزل وتواصل رحلتك الى اليمين باتجاة حويلات ..يذهلك حجم الدمار الذي تعاني منه الطرق وتدفق مياة المجاري التي تغمر الطرق والازقة و لاتتصور انك تمر  في مدينة عدن بل ربما في منطقة ريفية  وقس على ذلك في جميع شوارع مدينة عدن الرئسة والفرعية لكن عندما تتيقن انك هنا في عدن هذه المدينة التي عرفت التنوع والتطور والحداثة قبل غيرها من المدن الخليجية وهذا هو حالها اليوم  تشعر كمواطن يحب هذه المدينة وينتمي اليها او حتى يزورها بشيء من الغصة والالم .
لذلك لتكن هذه الكارثة الكبيرة التي حلت بهذه المدينة واهلها  حافزا لوضع حلول جذرية تتوجه لتحديث وتطوير مدينة عدن ومحفز لنا جميعا لكي نتاكد ان الاعتمادات المحلية والمركزية المعتمد لهذه المدينة يجري تخصيصة وتنفيذة كمايجب وان البناء العشوائي الذي سد مجاري المياة  جرى التخلص منه .
 كما انه وفي ضوء  هذه الكارثة ايضا علينا ان  نقول للاشقاء شكرا لهبتكم الانسانية والاغاثية غير ان :
 عدن كما ترون تحتاج الى اكثر من الدعم الانساني الاغاثي .
 
د.يوسف سعيد احمد

مقالات الكاتب