عدن مدينة منكوبة

تسببت الامطار وفيضانات السيول التي انهمرت على عدن بغزارة  صباح اليوم الثلاثاء الموافق  21 ابريل 2019 في الحاق  اضرار بشرية ومادية وصحية  بعد ان ادت الى اغراق  اجزاء  كبيرة من المدينة وبشكل  غير مسبوقة  ترقى لحد الكارثة .
 
وعلى وقع ذلك اعلنت حكومة الشرعية عن ان عدن مدينة منكوبة وطلبت المساعدات من المجتمع الدولي  .
 
لكن اضرار الامطار والفيضانات  الاقتصادية والبشرية والصحية والبيئية التي حلت بالسكان ومدينتهم هذه المرة  بفعل فيضانات الامطار مردة ثلاثة عوامل: حجم الامطار غير المسبوقة التي تساقطت ؛ ضعف وهشاشة البنية التحتية ؛ والعامل الاخير وربما الاهم يعود بسبب البناء العشوائي الذي تجاوز كل الحدود دون اكتراث بالنظم والقوانين وبالمقيمين من السكان   و الذي لم تسلم منه مجاري السيول ومواقع تصريف المياة في مناطق كريتر والمعلى والقلوعة  والتواهي وفي المناطق الاخرى فيها .وهو البناء العشوائي ا  الذي شوه  جبالها وشواطئها  وسد  المتنفسات ومجاري السيول  ووصل حتى معالم عدن التاريخية . 
 
لا احتاج ان اقول ان هذا  البناء له تكلفة سلبية كبيرة  اقتصادية واجتماعية وبيئية وحضرية لان التكلفة باهظة فعلا .
 
للاسف مدينة عدن لم ينصفها التاريخ  وان انصفها في حقب غابرة  لكي تحدث  وتبنى وتطور مثل مدن العالم الاخرى بعد   تداول على حكمها قبائل الريف وريفوها. بعد ان نقلوا غزواتهم وتقاليدهم السلبية  وليس الايجابية اليها .   لحد انه صار معروف ان الذي  يبني في المتنفسات وفي طرق السيول وفي المرتفعات و خدشوا جمال وروعة  شواطئها وجبالها  جميعهم  جاءوا من الريف .
 
لان ابن عدن  والمقيم فيها  لايعمل و لايجرؤ انطلاقا من ثقافتة وحبه لها على تشويه مدينتة او الاضرار فيها كماحصل ويحصل . 
 
 لكن للانصاف هناك من جاء من الريف  واندمج  في هذه المدينة وتاثر بثقافتها   وغيرتة عدن   واصبح مخلصا لها كغيرة من ابناء هذه المدينة لافرق .
 
 مدينة عدن التي  كان يطلق عليها مدينة كزموبوليتانية لتنوع ثقافاتها وتعدد اجناسها ودياناتها واثنياتها وتبادل المصالح والانشطة  الاقتصادية بين سكانها كماهي مدينة بيروت او حلب او الاسكندرية ايام زمان .  
 
  هؤلا تسببوا في ضياع  الفرض التي كانت تلوح امام عدن  لتلتحق بركب المدن الحديثة مجددا مستفيدة من مينائها وبحرها وموقعها الفريد ومكانتها الدولية. لكن في ضوء الكارثة التي حلت في عدن لايكفي ان نعلن عدن منطقة منكوبة فقط. لان النكبات ان استمر الحال ستتكرر .
 
 والسؤال وحتى نكون صادقين في نظر المواطنين  هل يمكن ان نعمل في ضوء ماحصل من كارثة في مدينة عدن  على تنظيم حملة جادة لازالة البناء العشوائي في مدينة عدن.  تشترك فيها مؤسسات حكومة الشرعية المعنية والمجلس الانتقالي بمكوناتة العسكرية والمدنية والعمل معا على تنظيف الجبال والشواطىء والمتنفسات ومجاري السيول من البناء الذي تم خارج النظام والقانون في مدينة عدن .وفوق هذا وذاك عدن  تحتاج الى تحديث و بناء بنيتها التحتية في كل المجالات .
 
د.يوسف سعيد احمد

مقالات الكاتب