الاوبئة في عدن تفتك بالناس بشكل غير مسبوق

في مرات كثيرة عملت على لفت عناية المسؤولين عن حجم الاوبئة التي تعاني منها عدن واستوطنت فيها.
 
 لكن ألاثار المترتبة على انتشار الاوبئة الآن في عدن استطيع القول انه غير مسبوق بالمرة. الاوبئة منتشرة في كل مناطق عدن فلم يعد هناك مناطق راقية ومناطق وسط واخرى مهمشة في العاصمة المؤقتة عدن .فالكل سواء بسواء اصابنا التهميش واستفحل فينا المرض . 
 
مئات الاشخاص من مختلف الاعمار يسعفون لمستشفيات عدن ومراكزها الطبية على مدار الساعة ولا احد من الجهات المعنية يلتفت الى هذه الظاهرة ويدق ناقوس الخطر فالكل ربما مهتم بكورونا بالنظر الى تركيز الاعلام العالمي عليه و لوجود دعم دولي .لكن هناك صورة اخرى في اليمن وفي عدن على وجه الخصوص مع وضع عدن البائس .مع غياب الخدمات استفحلت الاوبئة التقليدية.. ومع انهيار القوة الشرائية للعملة الوطنية فقد انهارت بالتبعية قدرات الناس المعيشية. واصبح الكثير من اصحاب الدخول الثابتة وتلك الاسر الاكثر فقرا الذين لايحصلون على رواتب نقدية اكلها التضخم لايقوون على تحمل نفقات العلاج او شرائة .
 
تصوروا ان العديد من المرضى يبقون في منازلهم ينتظرون رحمة الله ولذلك ارتفعت نسبة الوفيات في عدن لكن للاسف لاتجد رقما لاعدادهم لدى الجهات المعنية. نتيجة لعدم الاهتمام بالبنية الاحصائية التي من خلالها يمكن الوقوف على حجم الكارثة في هذه المدينة .
 
مانفهمة ان اعداد كبيرة يعانون من ارتفاع شديد في الحرارة والام في المفاصل .. ينقلون ويحملون الى المستشفيات وفي الغالب لا يجدون تشخيص وبشكل يقيني لحالتهم. 
 
فاجابات الاطباء والفنيين المستخلصة من الفحوصات تتباين مابين التيفوئد والملاريا ووباء المكرفس(...) وهو دليل على ضعف القدرة على التشخيصية واستطيع القول ان نسبة عالية من سكان عدن يعانون من هذا الوبأ الاخير بالنظر الى الاعراض التي تعرفنا عليها في وسائل التواصل .لكن ان ينتشرهذا الوبا بهذه الوتيرة يشكل لغز محير . والمؤكد نسبة الاصابات بين السكان قد ارتفعت بعد الامطار والفيضانات التي شهدتها عدن خاصة مع بقاء المياة راكدة في بعض الشوارع و الازقة وانعدام عمليات الرش والردم للمستنقعات التي خلفتها السيول منها ماهو ناتج لضعف القدرات والامكانيات المادية لدى الجهات المعنية ومنها ما يعود ربما لغياب الخطط وضعف كفاءة التشغيل. 
 
في هذه الاثناء ادعو وزارة الصحة ومكتب الصحة عدن الى تنظيم حملات لمواجهة هذه الاوبئة وتوفير العلاج المجاني للناس في المراكز الصحية .كما ادعوا الجهات المعنية في النظافة والسلطة المحلية الى رفع وتيرة عملها ولابئس من تخصيص حملات تنظيف يشترك فيها ممثلوا القطاع الخاص والقطاع المدني وبصورة عاجلة لمواجهة هذه الاوضاع الصحية الخطيرة. خاصة وقد اعلنت العاصمة عدن رسميا منطقة منكوبة وهي فعلا كذلك .
 
د.يوسف سعيد احمد

مقالات الكاتب