العلاقات العربية الأذربيجانية: صلات تاريخية وتطور فعّال

ترتبط جمهورية أذربيجان التي هي جزء فاعل في العالم الإسلامي بعلاقات تاريخية قوية وعميقة مع العالم العربي.

ومنذ أن حصلت أذربيجان على استقلالها للمرة الثانية في تاريخها في التسعينات من القرن الماضي، اتّبع الرئيس الراحل الزعيم الوطني حيدر علييف مسارات صحيحة للسياسة الخارجية بما يخدم مصالح البلاد والمضي في تأسيس العلاقات مع البلدان القربية والبعيدة وضمنها الدول العربية، لتشهد العلاقات العربية الأذربيجانية اهتماماَ وازنًا من قِبل الرئيس الراحل حيدر علييف.

بدأت العلاقات تتطور بين باكو والدول العربية لتشهد نقل قضية إقليم كاراباخ إلى العالم الإسلامي، عندما جهدت أرمينيا لايهام المجتمع الدولي بأن الصراع كان نزاعًا دينيًا لا غير.. وفشلت!

يعود الفضل في توسيع العلاقات الأذربيجانية العربية إلى الزعيم القومي حيدر علييف، الذي زار العديد من الدول العربية، وشارك في إجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، إذ ترتبط أذربيجان مع الدول العربية بمظلة منظمة التعاون الإسلامي، وأصرت أذربيجان طوال سنوات احتلال كاراباخ على ضرورة عودتها للوطن الأم. وأكدت على ضرورة انسحاب أرمينيا من الأراضي الأذربيجانية، وسطّر العالم الاسلامي برمته مواقف قوية بوجه أرمينيا الفاشية، التي هزمها الجيش الأذربيجاني شر هزيمة وأعاد تراب بلاده إلى الوطن – الأم وبيتها الآمن في باكو.


تكتسب العلاقات العربية الأذربيجانية أهمية كبرى ونموًا في كافة المجالات، كذلك الأمر في الفضاءات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولعب نهج النجاحات للرئيس إلهام علييف في تعظيم الإصلاحات والنمو والتقدم، لتصبح أذربيجان نموذجًا يُتحذى به في ظل العديد من المشتركات وعلى رأسها الدينية والثقافية والحضارية التي تمثل جسوراَ مهمة للتبادل الثقافي والتقارب الفكري لاسيّما روابط الدين التي تجمع الدول العربية وأذربيجان في مصير مشترك. وتولي أذربيجان اهتماماَ خاصًا لدارسة اللغة العربية وتاريخ العرب وثقافتهم، وكتب كثيرون من الشعراء الأذربيجانيين عددًا كبيرًا من المؤلفات الكبيرة في القرون الوسطى، وتلعب هذه الملفات الكبيرة بالعربية دورًا ثقافيا تلاقحيًا كبيرًا، باعتبارها من روائع الأدب العالمي ولتطوير الثقافتين الأذربيجانية والعربية
التي تتسم بالتميز على مخلتف المجالات.

سبق أن زار الرئيس إلهام علييف العديد من الدول العربية، كما وزار جامعة الدول العربية، حيث تم استقباله من قِبل الأمين العام لجامعة الدول العربية انذاك السيد عمرو موسى، بحفاوة بالغة، وعَقَد محادثات مع الرئيس إلهام علييف، وأكد الطرفان على عُمق التعاون بين أذربيجان والجامعة العربية، وتبادل الآراء حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، كما اجتمع الرئيس الأذربيجاني مع السفراء وممثلي الدول العربية في الجامعة لتلعب الزيارات التي قام بها الرئيس إلهام علييف دورًا كبيرًا في تطوير العلاقات ولتدشن مرحلة جديدة في العلاقات الأذربيجانية العربية.


أعلنت الدول العربية دعمها الشامل والكامل المبدئي للموقف العادل لأذربيجان في تسوية الصراع القائم مع ارمينيا الاستعمارية لصالح إعادة الاراضي الاذرية المحتلة، ولتطبيق قرارات الامم المتحدة لإعادة كاراباخ في إطار وحدة أراضي أذربيجان، وساندت الدول العربية أذربيجان في تقديم المساعدات الإنسانية حين واجهت أذربيجان قضية اللاجئين والمهجّرين بسبب الاحتلال الأرميني الغاشم، لتعزز العلاقات بين أذربيجان والدول العربية في مختلف المجالات في مسيرة التقدم والازدهار التي تشهدها أذربيجان.

|| محرر قسم أذربيجان بعيون تنموية في صحيفة التنمية اليوم وموقعها الالكتروني التنمية برس ||

مقالات الكاتب