(لما يكون الوجع بالرأس)

الشهادة لله أن أجدادنا وآباءنا الأولين كانوا رجال حكماء عقلاءأعمالهم وأقوالهم موزونة وتركوها لنا باقية حكم وأمثلة ومواعض خالدة إلى أن  تقوم الساعة نتنقالها ونتداولها جيل بعد جيل وصدقوا في كل ماقالوه من أمثلة وحكم وعبر ونأخذ من تلك الأمثلة المشهورة المثل القائل إذا كان الوجع بالرأس من فين باتجينا العافية أو منين بتجينا العافية وهذا المثل ينطبق على واقعنا ومانعيشه اليوم في مجمل حياتنا وتعاملتنا ومانجده ممن يدعون المثل والقيم والمبادئ وهم مسؤولون في أجهزة الدولة بمختلف مستوياتها من القمة إلى القاعدة إلا مارحم ربي.

إذا كان الوجع بالرأس منين باتجينا العافية نعم منين باتجينا العافية أو بايصلح حال البلاد والعباد إذا من وليناهم أمورنا واقسموا على أنفسهم أن يتحملون المسؤولية على أكمل وجه ويصونون الأمانة إلا أنهم كذبوا  ودلسوا وخانوا الأمانة وحنثوا في يمينهم وقسمهم وقالوا ما لا يفعلون.

إذا كان الوجع بالرأس من فين باتجينا العافية تصوروا لما يكون مسؤول في وزارة أو مرفق أو مؤسسة عسكرية أو مدنية سلطة محلية أو تنفيذية وهو يدافع وينافح عن الفساد والمفسدين ويحميهم ويتستر عليهم بكل ما اواتي من قوة وبكل صلافة ووقاحة متناسي ومتجاهل ومتغافل عن كل تلك الجرائم والتجاوزات والمخالفات التي يندى لها الجبين والتي تتعارض مع شرع الله وسنة رسوله ومع القانون والأنظمة واللوائح وضارب بها عرض الحائط متحصن بنفوذه السياسي والجهوي والقبلي حانث بيمينه وقسمه الذي أقسم به على كتاب الله أن يصون الأمانة والوطن وأن يحفظ حقوق الناس وان يقيم الحق والعدل بما يرضي الله إلا انه يعمل عكس ذلك.


إذا كان الوجع بالرأس منين باتجينا العافية هؤلاء المسؤولين عديمي الضمير والأخلاق لاندري كيف تم اختيارهم وتعيينهم أو تكليفهم في تلك المناصب ليمارسوا ظلمهم على العباد من إستغلال وأساليب انتهازية وابتزاز لتحقيق مصالحهم الشخصية الدنيئة ولما تسمعهم وهم يتحدثون في خطبهم عن الفضيلة والمثل والمبادئ والقيم ومحاربة الفساد وعن الوطن الوطنية والشرف والنزاهة تقول هؤلاء ملائكة منزلين وعندما تنظر إلى أعمالهم وممارستهم على أرض الواقع تجدها أعمال شياطين وآبالسه يتبرئ منها الدين الإسلامي الحنيف والأعراف  والإنسانية وكل القيم والأخلاق والشرائع السماوية.

إذا كان الوجع بالرأس من فين باتجينا العافية.

#المريسي.

مقالات الكاتب