يعيشون على هامش الحياة

قبل التحدث عن الاستثمار يجب علينا إيجاد أرضية لهذا المفهوم، فالاستثمار هو بناء أصول مدرة للدخل بهدف تنمية المدخرات أو الثروات .

الاستثمار ينطلق من الادخار حيث يبدأ بالاقتصاد في شراء السلع والخدمات الفائضة عن الحاجة مثل توفير البدائل في السلع والاقتصاد في استهلاك الماء والكهرباء وغيرها من الخدمات، حيث أن هذا التوفير سيحقق فائض يستطيع المقتصد أن يحقق الادخار المناسب لينقل مدخراته بعد ذلك في القنوات الاستثمارية المتاحة وليس الادخار بدون استثمار والذي يمنع من تحقيق هدف بعيد المدى، اي أن الادخار من أجل التوفير لوقت الحاجة ليس مثل الادخار من أجل الاستثمار الذي يحقق نمو في المدخرات .

والتوفير هو نقيض للتبذير والإسراف الغير مبرر .

الاستهلاك والاستثمار وجهان لعملة واحدة ولن تجتمع العقلية الاستهلاكية مع العقلية الاستثمارية في التفكير والرؤية واتخاذ القرارات أبداً .

المستهلكين والمستثمرين لديهم قواسم مشتركة كثيرة فهم يملكون نفس الأوقات ويتسوقون من نفس الأسواق ويسكنون في نفس الفنادق ويأكلون ويشربون من نفس الموائد ويجتمعون بإستمرار، ولكن الفرق بينهم أن المستهلكين يقومون بعمل أشياء غير مهمة وأشياء لا تجعلهم يفكرون أو يعملون الا عندما يدفعهم الآلم لذلك، وكذلك ايضاً لديهم إدارة مالية سيئة بتقديم الرغبات على الالتزامات والاحتياجات والاستثمارات، حتى الالتزامات لو ندقق فيها كثيراً نجدها غير منضبطة، وبالانضباط المالي لن توجد التزامات لدى الأغلبية لأنها تُبنى في خصوم أو بحثاً عن الرفاهية المؤقتة، الأغلبية مع كل أسف حالمون عاجزون عن التحرك ، ولا يملكون أهداف حقيقية يسعون لتحقيقها، الكثيرون منهم يعيشون على هامش الحياة، لا يملكون الطموح ولا روح المبادرة ولا تلك الهمم التي توقظهم من سباتهم، الكثيرون منهم يرضون بالقليل دون الكثير، ويفضلون الراحة على المثابرة، والاتكالية دون الاعتماد على النفس، إنهم يخسرون أياماً وأعواماً من أعمارهم .

عندما تغير طريقة تفكيرك وتتحرك بالاتجاه الصحيح حتماً ستتغير حياتك .

( نقلا عن صحيفة مال السعودية)