"ميون" الجزيرة الساحرة المنسية

■ تشرف اليمن على إحدى أهم ممرات الملاحة الدولية باب المندب من خلال حارسها الأمين "جزيرة ميون" او "بريم" كما كان يطلق عليها الانكليز، والذي تقع في مضيق باب المندب الممر المائي الذي يصل خليج عدن وبحر العرب بالبحر الأحمر ومنه عبر قناة السويس الى البحر الأبيض المتوسط وهو يقع بين اليمن في آسيا وكل من جيبوتي وإريتريا في أفريقيا وتتوسط القارات الخمس ،وما يميزه انه يصل البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي من جهه،والبحر الأبيض المتوسط من الجهه الاخرى.

جزيرة ميون الجزيرة الساحره النائية المنسية..
هي ذات طقس حار صيفاً معتدل شتاءً وتتخذ شكل الهلال وتبلغ مساحتها ١٧ كيلو متر  وأعلى قمه فيها ٢٤٥ قدم ويبلغ عدد سكانها ٧٥٠ نسمة حسب تعداد عام ٢٠٠٤م ويعتمد سكانها على صيد الأسماك  ويوجد فيها فنار لإرشاد السفن حيث أقيم على برج في أعلى قمة فيها تبعد جزيرة ميون عن مدينة عدن ب٩٦ ميلا وتعد إحدى الجزر الإستراتيجية في الملاحة الدولية وتتبع مديرية المعلا احدى مديريات العاصمة عدن ومتواجد في الجزيرة وحدة صحية ومدرسة للتعليم الأساسي ومحطة تحلية لمياه البحر تتكون الجزيرة من ثلاث قرى متباعده عن بعضها وهي قرية الفنار وقرية الثورة وقرية الشعب وهي مركز الجزيرة.

بداية الرحلة الى الجزيرة الساحرة..
انطلقنا من قرية الشيخ سعيد بمديرية باب المندب الساعه ١٠.١٠ صباحاً وجهتنا جزيرة ميون وكان هذا في أحد ايام شهر نوفمبر من عام الفائت٢٠٢٣م الطقس شتوي والبحر مضطرب الموج الطريق إلى الجزيرة ٢٠ دقيقة البحر أزرق والسماء صافية، في الجزيرة الحياة بسيطة حيث يمارس سكانها مهنة إصطياد الأسماك ،هاهي الجزيرة نقترب منها وتظهر بعض القوارب على الشاطئ وبعض من الناس مجتمعين على الشاطئ في إنتظار قارب يقلهم الى البر الآخر سنصل الى الجزيرة، نزلنا من المركب(القارب) وكان هناك لفيفا من اهالي الجزيرة المحبين للزائر والكرماء للضيف على شاطى الجزيرة.و في أغلب الاحيان يكون  الشيخ صالح حزرور اول المرحبين والمستقبلين لزوار الجزيرة هكذا هي طباعهم يرحبون بالزائرين، وبالمناسبة هو شيخ قبلي له ثقله الإجتماعي في  في جزيرة ميون..

الجزيرة هي عبارة عن جزيرة بركانية صخرية  ساحلية جميلة وساحرة حيث يتمتع الإنسان في هذه الجزيرة بالسباحة  والهواء النقي وممكن أن يستثمر جزء من الجزيرة ويقام فيها سباق للسباحة والقوارب والغوص والإستكشاف لأعماق الجزيرة الصخرية، وهي تشكل بيئة مناسبة لإصطياد الأسماك والسلاحف البحرية والجمبري وأنواع عديده من الأسماك. 


جزيرة ميون من اجمل الجزر اليمنية وخاصةً لمحبي إصطياد الأسماك وممارسة هواية السباحة والغوص،كما تحتوي على كميات هائلة من الشعب المرجانية  واللؤلؤيه ومناخها معتدل شتاءً حيث تعتبر منطقة سياحية طول السنه ويمكن إعتبارها محمية طبيعية لأنها خالية من التلوث البيئي مما يجعلها مقصداً لمحبي الغوص والإستكشاف وليس ذلك فحسب ، ففي الجزيرة قصر الملكة فكتوريا والذي تم بنائة بشكل هندسي قبل ١٤٠ سنه ،ولم يتبقى منه غير أطلال حيث تضرر بفعل الحرب لقد أثرت الحرب ٢٠١٥م  على جزيرة ميون ونال قصر الملكة فكتوريا ماناله من جراء الحرب الحوثية على كل ماهو أثري وجميل فهو بحاجة الى إعادة ترميم، ليعود كما كان تحفة أثرية من معالم جزيرة ميون السياحية وقد طاله كثير من الإهمال، وهنا نناشد الحكومة والسلطة المحلية بإعادة ترميم قصر الملكة فكتوريا لكونه أثر تاريخي يعكس أهمية جزيرة ميون على مدى التاريخ الجيوسياسي .

جزيرة ميون من أجمل الأماكن السياحية في اليمن والتي يبلغ عددها ١٠٠ جزيرة تتوزع بين بحر العرب والبحر الأحمر  وخليج عدن، وعادة في اي رحلة تحدث امور ومواقف تعتبر بعد فترة من الذكريات الجميلة والتي لاتنسى وهو إنعدام مؤقت للإتصالات في الجزيرة  بسبب خلل فني حيث جعلنا نتخلى عن هواتفنا فترة بقائنا في الجزيرة مما جعلنا نعيش حالة من الهدوء التام للإستمتاع بكل شئ جميل في هذه الجزيرة.


نحن بحاجة الى الراحه والإبتعاد عن أجهزتنا الرقمية للتخفيف من أعراض القلق والإكتئاب الذي يسببها صخب المدينة المليئه بالتناقضات لنستمتع برفاهية غير معتاده.. 
لكن ليس هذا معناه اننا مفصولون عن العالم ،ولكن لاتزال هناك استخدام للإتصالات في حالات المهمه والطوارئ..


وكما توضح مديرة الابحاث الفنلندية *"ساري كاسترين"*  إن إغلاق هاتفك وإستكشاف الطبيعة ومقابلة الناس وجه لوجه من شأنه أن يعزز حالتك المزاجية ورفاهيتك حيث اننا نقضي ساعات لا حصر لها في تصفح وسائل التواصل الإجتماعي لذا نحن بحاجه الى الابتعاد عن هواتفنا فترة من الزمن.
تفتقر الجزيرة الى البنية التحتية من الخدمات العامة رغم الجهود المبذولة من قبل المجلس الانتقالي في رفد الجزيرة الى بعض المتطلبات وكذلك جهود السلطه المحلية للجزيرة ممثلة بالشيخ صالح الحزرور في توفير بعض المتطلبات الضرورية حسب الامكانيات المتاحة الا انها لا ترتقي الى الاحتياجات والمتطلبات الاساسية في البنية التحتية لسكان الجزيرة وروادها.


تحتاج جزيرة ميون لمعالجة فورية لمعيقات السياحة حيث يلاحظ غياب الدعم الحكومي الذي تواجهه جزيرة ميون وافتقارها لخطة استراتيجية تنموية شاملة لإنشاء وبناء بنية تحتية  لتنشيط السياحة والحفاظ على المواقع الأثرية والسياحية ودمجها في خطط التنمية المستدامة والتخطيط الحضري للمديرية والمحافظة واعتبارها مقراً ومركزا رئيسيا للملاحة الدولية وموقعاً سياحياً وليست فقط مجرد ممر.

وستجد في الجزيرة أناس بسطاء وطيبون وكرماء يوجد في الجزيرة كهرباء ومياه مكرره ووحده صحيه بسيطه كبساطة اهلها كما ان الزائر للجزيرة سيتمتع بهواء نقي وشاطئ ساحر وجميل ونظيف بنظافة قلوب ابناء الجزيرة.وستستمتع بأكل سمك عمرك ما ذقت مثله.. وقد جمعت الجزيرة بين الساحل والسهل والجبل.


بلادنا جميلة ولدينا الكثير من الأماكن الساحرة والجميلة والتي ممكن ان تستثمر مشاريع ترفيه واستكشافية ودينية ستذر على البلد كثير من الموارد..نتمنى ان تستثمر هذه الجزيرة إستثماراً سياحياً صحيحاً.ولنا لقاء اخر في جزيرة أخرى.


وكما استقبلتنا الجزيرة برحابة وكذا اهلها بحب وكرم .ها نحن بعد مضي ٤ أيام نستودعهم  ونغادر الجزيرة ونحن اليها كطفل سيغادر بعيدا عن امه يالها من جزيرة تملكت قلوبنا واحاسيسنا وجعلتنا نعيش في عالم آخر.

مقالات الكاتب