السعودية ترفض إحداث صدمة عالمية .. و«أوبك» تخرج بلا اتفاق

عكاظ

تعهدت السعودية أمس (الخميس) بعدم إغراق السوق بمزيد من النفط في الوقت الذي لم تتفق فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على سياسة للإنتاج، إذ تصر إيران على حقها في زيادة كبيرة في إنتاجها من الخام.

 

وكانت السعودية وحلفاؤها بمنطقة الخليج قد أبدوا مرونة بشأن اقتراح وضع سقف جديد للإنتاج الجماعي لـ(أوبك) في مسعى لاستعادة المنظمة أهميتها الآخذة في التآكل؛ لكن الاجتماع انتهى دون وضع سياسة جديدة أو سقف للإنتاج.

 

وفي هذا الجانب، ذكرت وكالة (بلومبيرغ) أن السعودية أبدت جانبا مرنا بشأن فكرة استعادة سقف الإنتاج، لكن أعضاء (أوبك) قرروا أن ذلك غير ضروري في هذه المرحلة مع الإبقاء على الالتزام بسياسة عدم تقييد الإنتاج. وأكدت الوكالة أن السعودية تناقش مقترحات من أجل العمل على إصلاح الانقسامات الموجودة داخل منظمة (أوبك).

 

وعلى الرغم من هذه الانتكاسة اتجهت السعودية إلى تهدئة مخاوف السوق من أن يدفع غياب الاتفاق الرياض -أكبر منتج في أوبك- إلى زيادة إنتاجها القريب من مستويات قياسية بالفعل لمعاقبة منافسيها وتعزيز حصتها السوقية.

 

وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح للصحفيين قبيل الاجتماع إنهم سينتهجون أسلوبا ناعما وسيحرصون على عدم التسبب في صدمة للسوق بأي شكل، وقال الفالح ردا على سؤال عما إذا كانت السعودية ستغرق السوق بمزيد من النفط: «لا يوجد ما يدعو إلى توقع شن حملة إغراق للسوق من قبل السعودية».

 

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الرياض ستقترح تحديد سقف جماعي جديد للإنتاج، أوضح أنهم سيفعلون ذلك عند الضرورة، مشيرا إلى أنه ليس قلقا من تدفق النفط الصخري في ظل سعر 50 دولارا لبرميل الخام.

 

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت الرياض ستقترح تحديد سقف جماعي جديد للإنتاج، قال الفالح إنهم سيفعلون ذلك عند الضرورة. وتابع: «نحن في أوبك بحاجة إلى المرونة الكافية لإيجاد سعر التوازن، ولتوجيه السوق نحوه بدلا من تحديده سلفا، والجميع راضون عن السوق الذي بدأ في استعادة توازنه الآن، خاصة أن الطلب صحي وقوي تماما، وإمدادات الدول غير الأعضاء في (أوبك) ستنخفض، وستستجيب الأسعار لعودة التوازن إلى السوق».

 

وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تنضم إلى الاتفاق الذي كان سيشمل أيضا روسيا غير العضو في المنظمة إلا إذا وافقت إيران على تثبيت الإنتاج؛ بينما تطلب إيران زيادة إنتاجها من الخام إلى المستويات التي سجلتها قبل فرض العقوبات الغربية عليها بسبب برنامجها النووي بعدما تم رفع تلك العقوبات.

 

وتضخ أوبك 32.5 مليون برميل يوميا؛ وهو ما يمنح إيران حصة قدرها 4.7 مليون برميل يوميا؛ أي أعلى كثيرا من مستوى إنتاجها الحالي البالغ 3.8 مليون برميل يوميا، وفقا لتقديرات إيران و3.5 مليون برميل يوميا، وفقا لتقديرات السوق.

 

وخلال اجتماعها السابق في ديسمبر 2015، سمحت أوبك فعليا لأعضائها البالغ عددهم 13 دولة بضخ كميات من الخام كل بحسب رغبته.

 

ونتيجة لذلك، هبطت الأسعار إلى 27 دولارا للبرميل في يناير الماضي؛ مسجلة أدنى مستوى لها في أكثر من عشر سنوات، لكنها تعافت بعد ذلك لتصل إلى نحو 50 دولارا للبرميل بفعل تعطل بعض الإنتاج العالمي.

 

وقال جاري روس مؤسس بيرا للخدمات الاستشارية في الولايات المتحدة: إن عدم تمكن (أوبك) من التوصل إلى اتفاق مناسب كان له أثر نزولي على أسعار النفط في الأمد القصير.

 

وترى أمريتا سين -من إنرجي أسبكتس التي توجهت إلى فيينا مثل روس لإجراء مقابلات مع مسؤولي أوبك- أن الاجتماع بعث إشارة مشجعة بخصوص حالة المنظمة. وقالت: ما حدث سيعيد ثقة السوق في التزام السعودية تجاه (أوبك) بعد انتكاسة الدوحة، وهذا نجاح مقارنة بما قبل ثلاثة أيام عندما كان الناس يتوقعون مغادرة الفالح لغرفة اجتماعات أوبك.

 

وكان الفالح أول وزير من أوبك يصل إلى فيينا هذا الأسبوع في إشارة منه على جديته في التعامل مع المنظمة رغم مخاوف بين الأعضاء الآخرين من أن تكون الرياض لم تعد مهتمة بدور أوبك في تحديد الإنتاج.

 

وقال الفالح لأرجوس ميديا قبيل اجتماع أوبك: من وجهة نظرنا قد تكون هناك مواقف قصيرة المدى يمكن أن تتدخل فيها أوبك، لكن هناك مواقف أخرى مثل نمو إنتاج الحقول غير الأساسية على المدى الطويل لذلك لا ينبغي لأوبك التدخل فيها.

 

إثر الاجتماع، انخفضت أسعار النفط كأول رد فعل على نتائج الاجتماع قبل أن ترتفع مجددا بسبب انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بمعدل أعلى من التقديرات.

 

وفي هذا الإطار؛ قال وزير النفط الإماراتي سهيل المزروعي: إن انخفاض أسعار النفط دفع جميع الدول إلى تقييد الإنتاج سواء قالوا ذلك علنا أم لا.

 

على صعيد آخر؛ تراجع إنتاج النفط في روسيا بشكل طفيف إلى 10.83 مليون برميل يوميا في مايو الماضي وذلك للشهر الثاني على التوالي، لكنه مازال قريبا من مستوى مرتفع قياسي بلغه في وقت سابق من العام الحالي.

 

فيما نقلت وكالة (تاس) للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي أركادي دفوركوفيتش قوله أمس إن روسيا مستعدة لمناقشة تثبيث مستوى إنتاج النفط إذا دعمت الدول الأعضاء في أوبك الفكرة.

 

في حين أظهرت بيانات أولية من وزارة الطاقة الروسية أمس أن روسيا أنتجت 45.79 مليون طن من النفط في الشهر الماضي أو 10.83 مليون برميل يوميا في المتوسط انخفاضا من 10.84 مليون برميل يوميا في أبريل الماضي، بينما خفضت الهند وارداتها من النفط الإيراني للمرة الثانية.

 

يشار إلى أن (أوبك) نجحت في التوافق على اختيار أمين عام جديد لها هو النيجيري محمد باركندو الذي قال في أول تصريحاته: لم تتفق منظمة أوبك على تحديد سقف جديد للإنتاج، ومن الصعب جدا الاتفاق على كمية الإنتاج، ولكن في الوقت ذاته فإن الكمية التي ننتجها الآن معقولة بالنسبة للسوق التي تتقبلها.

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية