متقاعدوا عدن:ما بين حرارة الشمس ...ورحمة البريد

التنمية برس:خاص

ينتظر الحاج علي صالح محمد صباح كل يوم أمام مكتب البريد لعلا وعسى ان يأتي الفرج ويتقاضى راتبة التقاعدي الذي مرت ثلاثة اشهر متتالية منذ اخر راتب تقاضاه والى اليوم لم يستطع الحاج مثنى من الوصول الى شباك الصرف بسبب الزحام الشديد .

يقول الحاج محمد بانه احد ضباط الجيش المتقاعدين والذين خدموا بلدهم في فترة من الفترات الماضية ويتساءل هل هذا جزائنا في اخر العمر ويضيف قائلا انه كان يستلم راتبة الشهري بانتظام كل شهر الى ان حلت وطئت الحرب الاخيرة في مارس 2015م ومن تلك اللحظة ليس هو فقط من تضرر وانما جميع الناس في كل اليمن ويتساءل اليوم بعد مرور اكثر من ثمانية اشهر على تحرير عدن لماذا لا تقوم الدولة بعمل حلول جذرية لتسليمهم رواتبهم بدل تقديم الاعتذارات الواحدة تلو الاخرة بعدم وجود سيولة نقدية لديهم .

ام محمد خالد هي حالة اخرى تعاني ايضا من عدم تقاضيها  لراتبها من البريد حيث تجلس كل يوم لفترات طويلة تحت اشعة الشمس الحارقة في انتظار بصيص امل يفرج عنها همومها وضائقتها المادية لشراء المستلزمات الضرورية من غذاء ودواء لها ولأسرتها الكبيرة كما تقول ولأجل تسديد ديونها التي تراكمت لدى صاحب البقالة الذي اوقف اعطائها اي شيء الا بعد تسديد المبلغ الذي عليها .

الحجه شفية نعمان ايضا هي ارملة تتقاضى راتب زوجها المتوفي منذ اكثر من سبعة سنوات تقول بأنها عانت كثيرا خلال الستة الاشهر الماضية بسبب عدم وجود سيولة نقدية في البريد وانها تذهب كل يوم من الصباح الباكر متنقله من بريد الى اخر ولكن دون جدوى .

حالات كثيرة هي حاصلة ويعاني منها المتقاعدون في عدن وقصص مأسي توجع القلب فكان لابد لنا من معرفة اسباب عدم الصرف في الاوقات المحددة من كل شهر وماهي المعوقات والمشاكل التي تقف عائق امام تقاضي المتقاعدين لرواتبهم .

 

سماسرة في البريد  

الحاج عبدالقوي سالم يقول ان السيولة موجودة ولكنها تذهب الى اشخاص في منازلهم عبر سماسرة يعلمون في البريد نفسة او لديهم علاقات مع موظفين الصرف في البريد او رجال الامن الذين يقومون بالحراسة في البريد مقابل عمولات

واضاف قائلا بانه اكثر من مره وهو منتظر في البريد لأجل استلام راتبة وتكون الزحمة خانقه جدا او تاتي سيولة نقدية قليل لاتكفي الموجودين ياتي اليهم كغيرة  من الناس سماسرة على اساس انهم سوف يستخرجون له الراتب مقابل عمولة قد تتراوح مابين الثلاثة الف وخمسة الف ريال على الراتب الواحد بعضهم يوافق لحاجته الماسة للمال والبعض يرفض ويظل ينتظر في الطابور ولكن ما ان يقترب من الشباك حتى يعلن الصراف بأن السيولة قد انتهت وتم صرفها .

 

المبالغ المحولة لا تغطي رواتب المتقاعدين

التقينا بأحد الصرافين في البريد والذي يعمل في احد المراكز (ه . ن) وعند سؤالي له ماهي سبب المشكلة ولماذا لا يتم صرف الرواتب للمتقاعدين في حينها فقال انه قبل الحرب كان مكتب البريد يستلم مبالغ كبيرة محولة من البنك المركزي تصل الى اكثر من مائة وثلاثون مليون ريال يمني شهريا تكفي و تغطي رواتب المتقاعدين وبعض المرافق التي كانت تستلم عبر البريد ولا توجد اي مشاكل اما من بعد الحرب والازمه المالية التي تمر بها البلد فلم يعودوا يستلموا الا حوالي خمسة وعشرون مليون او ثلاثة وعشرين مليون شهريا تقسط لهم على ثلاثة او اثنين مليون في كل يوم صرف وتأتي اليهم بشق الانفس وبالتالي فانها تصرف سريعا ولا تكفي لاستلام الجميع وهذا هو سبب المشكلة .

 

مصافي عدن والبنك المركزي من يقدمون السيولة بعد الحرب

في احد اللقاءات التلفزيونية مع مدير عام بريد عدن احمد صالح عبد العزيز ان قلة السيولة النقدية هي سبب الازدحام والسمسرة في البريد وهي سبب اغلاق البريد لايام طويلة في الاسبوع واردف قائلا ان عملية الصرف تتم عند توفر السيولة والامن الذي يقوم بنقل الرواتب من البنك الى مركز البريد الذي سيقوم بالصرف وانه بسبب الحرب وقلة السيولة في البنك المركزي اليمني توقف عن تقديم تلك السيولة وتم تحويلهم الى البنك الاهلي اليمني فرع البريقة الذي يقدم لهم السيولة النقدية من ايداعات مصافي عدن التي تودعها في البنك ولا توجد اي اشكالية في السيولة الى في نهاية الشهر عند استلام موظفين المصافي لرواتبهم حيث تقوم بسحب سيوله كبيرة من البنك .

 

عمليات نصب واحتيال يقع في شركها المتقاعدون

يقول احد المتقاعدين انه تعرض وشخص اخر لعملية نصب من قبل احد السماسرة عند بوابه احد مراكز البريد حيث جاء اليهم واخبرهم انه باستطاعته استلام الرواتب لهم وبالفعل فرحو بذلك واخذ منهم دفاتر الصرف منهم واستلم الرواتب وهرب بها مع الدفاتر وهاهم اليوم تزيد معاناتهم من اجل استخراج دفاتر صرف جديدة بدل الدفاتر التي سرقت منهم لكي لا يقوم بسرقة راتبهم كل شهر وقد وكلو امرهم الى الله ..ويقولون ان هذه البلاد لا يوجد بها امن ولا امان يوقف هؤلاء النصابين والمحتالين ويقوم بمحاسبتهم .

 

صرافي البريد جزء من المشكلة

يخبرنا احمد الحمادي ان الصرافين في البريد هم جزء من المشكلة حيث يتعاملون مع السماسرة ويتقاسموا العمولة اضافه الى انهم يأخذون نسبة كبيرة من السيولة النقدية الى بيوتهم حيث يقومون بصرفها هناك للأهل والاصدقاء والجيران وبعض المعاريف مقابل عمولات وهذه مشكله كبيرة حيث لا توجد عقوبات رادعه من قبل اداراتهم تمنع اخذهم الرواتب الى بيوتهم .

 

وصول طائرة مرتبات من صنعاء

قبل عدة ايام وصلت طائرة كبيرة من صنعاء محملة بمرتبات موظفين الدولة والمتقاعدين تكفي لعدة اشهر وقد لاقى الخبر ارتياح العديد من المواطنين بالذات المتقاعدين لان السيولة قد وصلت وستنتهي معاناتهم ولكن للأسف حتى اللحظة لم يتم الصرف والناس تنتظر وكالعادة كل صباح امام مكاتب البريد وتحت لسعة الشمس وقرب دخول فصل الصيف الحار جدا .

الدولة اليوم تقع على عاتقها مسؤولية توفير رواتب الموظفين والمتقاعدين وتوفير تلك السيولة وبسط الامن والامان وتطبيع الحياة بعد ثمانية اشهر من التحرير لكي يتلمس الناس التغيير بعد الحرب التي اكلت الاخضر واليابس وان تضع الدولة الحلول الجذرية لكل المعوقات والعراقيل التي تمنع توفر السيولة النقدية لتخفف من معاناة المتقاعدين مستقبلا .


*عدن الغد

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية