التطبيقات الذكية.. فرصة للبقاء أم مخاطر متجددة؟

التنمية برس: متابعات

لم يتخيل كثيرون قبل عشر سنوات منذ ظهور تطبيقات الهواتف الذكي أنها ستمثل البيئة الجديدة لكل شيء، فمجالات كالألعاب والبريد والأعمال والترفيه والتواصل، ما كانت لتصل إلى هذا الزخم الذي يحيط بها لو لم توفر التطبيقات الذكية البيئة الخصبة إلتي أسهمت في الوصول والانتشار السريع والكبير لهذه المجالات.

وبالحديث عن الشركات، تمثل التطبيقات الذكية لهم سلاحا ذا حدين بين فرص الوصول وتقديم الخدمة وبين احتدام المنافسة والمخاطر المتعلقة بأمن المعلومات، لذلك تختلف الشركات في حال أرادت تقديم خدمات عبر هذه التطبيقات، فالبعض يشير إليها على أنها الفرصة الوحيدة المتاحة للبقاء في السوق، أما البعض الآخر فيراها على أنها الثغرة التي يمكن أن تكلفها الملايين من الريالات كخسائر على صورة متعددة كتشويه سمعة الشركة أو لظنهم بافتقارها لمعايير الحماية وهو ما سيجعلهم وبياناتهم عرضة للاختراق.

 

فرص البقاء

تشكل هذه التطورات الملحوظة في مجال التطبيقات، والنجاحات المستمرة التي تحققها الشركات العالمية، مصدر إلهام للشركات الصغيرة يدفعها إلى أن تحذو حذوها في تطوير التطبيقات الخاصة بها. واستنادا إلى الإحصائيات الصادرة عن منصة نشر تطبيقات الهواتف المحمولة BiznessApps، فإن أكثر من 50 في المائة من الشركات الصغيرة ستسعى إلى إنشاء تطبيقات خاصة بها على الهواتف المحمولة العام القادم. علاوة على ذلك، وبحلول عام 2017، من المتوقع أن تولد أكثر من 268 مليار عملية تحميل إيرادات بقيمة 77 مليار دولار لصالح صناعة التطبيقات.

وفعليا قد خطت الكثير من الشركات خطوات سريعة في إدراك أهمية تطوير وطرح تطبيقات ذكية توصل خدماتها إلى جيوب المستخدمين وضمان وصول رسائلهم إلى شريحة الجمهور المعنية والأكبر في الوقت المناسب، الأمر الذي بات ممكنا مع انتشار الهواتف الذكية، التي رافقها انتشار التطبيقات الإلكترونية سهلة الاستخدام، وفي المقابل أتاحت التطبيقات الفرصة للمستخدمين في المقابل للوصول إلى هذه الخدمات بضغطة زر واحدة.

وبحسب "جوجل" فقد شهدت الشركات التي حرصت على توفير تطبيقات متطورة توسع في نشاطها حيث إن 54 في المائة من معاملاتهم تم إجراؤها عبر التطبيقات.

 

مخاطر متجددة

هنا تقوم الشركات بالنظر إلى التطبيقات بصورة مختلفة فقد زادت التهديدات الداخلية والخارجية مثل تسرب البيانات والتعدي على الشبكة الداخلية التي تواجههم فور اعتمادهم على التطبيقات غير المحمية، ويرجع ذلك إلى زيادة اعتماد الشركات على حلول الأجهزة النقالة نتيجة لزيادة حجم الأعمال لديها. وقد وجد مجرمو الإنترنت سبيلا جديدا ومتطورا لشن هجماتهم ذات التأثير الكبير والمدمر في سمعة الشركات.

فبحسب شركة بالاديون لأمن المعلومات فإن 90 في المائة من التطبيقات المصرفية عبر الهاتف المحمول لديها مشاكل خطرة تتعلق بالخروقات الأمنية التي تهدد بيانات المستخدمين، فلقد أصبحت تلك التقنيات بؤرة لمجرمي الإنترنت لشن هجمات. وزيادة انتشار الهواتف النقالة والنمو الهائل لسوق التطبيقات غير المنظم في الأجهزة المعتمدة على نظام الأندرويد خاصة، مكنت المجرمين الإلكترونيين من تقديم تطبيقات مصابة لخرق خصوصيات المستخدم.

لذلك يجب تأمين الوصول إلى الخدمات والشركات من خلال الأجهزة النقالة وحماية البيانات والتطبيقات، فالتحول الرقمي وتبني التطبيقات يجب أن يتم عملهما بجهد تعاوني بين الإدارات ومديري تكنولوجيا المعلومات من أجل رسم خريطة تتماشى مع المتطلبات التشغيلية والاستراتيجية الرقمية وتطورات بنية تكنولوجيا المعلومات.