هل قاد «آيفون» قيمة «أبل» إلى مشارف تريليون دولار؟

التنمية برس: متابعات

حتى تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، كاد يعترف بذلك هذا الشهر، حيث قال بعد الأرباح الفصلية للشركة: "سوق الهواتف الذكية هي أشبه بكونها أفضل سوق لشركة منتجات استهلاكية في تاريخ العالم".
ركبت شركة أبل موجة نجاح أجهزة آيفون حيث حققت أرباحا قياسية، والآن تقف على حافة أن تصبح أول شركة في العالم تبلغ قيمتها تريليون دولار. 
المستثمرون منقسمون حول ما إذا كان لدى "آيفون" قوة دفع كافية لدفع الشركة إلى تلك الرسملة السوقية الرمزية - أو ما إذا كان هذا الجهاز هو بحد ذاته الشيء الذي يعيقها.
يمثل جهاز آيفون أكثر من 60 في المائة من عائدات شركة أبل. لا يوجد أي جهاز آخر صنعته الشركة يضاهي ولو من بعيد النسبة المذكورة. لا عجب في أن مستثمري شركة أبل يصابون بالتوتر حول مبيعات أجهزة آيفون كل ثلاثة أشهر.
الدورة ربع السنوية مألوفة لدى مراقبي شركة أبل المحنكين: تسريبات من مصنعي الإلكترونيات الصينيين أو تعليقات حذرة من موردي شركة أبل في مكالماتهم الخاصة للأرباح، تبدأ في بذر الشكوك حول أداء أجهزة آيفون. تبدأ أسهم شركة أبل في الانخفاض، وفي بعض الأحيان تخسر قيمة أسهمها في سوق الأسهم عشرات المليارات من الدولارات في غضون أيام.
ثم عندما تقوم شركة أبل بالإبلاغ عن نتائجها، يجد كوك نفسه مضطرا إلى الدفاع عن آفاق أجهزة آيفون. تأرجحت إيراداتها بصورة حادة، من نمو بلغ 52 في المائة في عامها المالي 2015 إلى انخفاض بنسبة 12 في المائة في عام 2016، ثم عادت إلى النمو بنسبة 3 في المائة في العام الماضي.
ومع ذلك، هناك استقرارا وإمكانية تنبؤ يمكن العثور عليهما في جزء آخر من الأرقام الفصلية لشركة أبل. ثاني أكبر مصدر دخل للشركة ليس جهاز آيباد أو جهاز ماك أو حتى أبل ووتش - بل أعمال "الخدمات" لديها. 
جلبت البنود الرقمية مثل تنزيلات متجر التطبيقات آب استور App Store وتخزين آي كلاود iCloud واشتراكات أبل ميوزيك Apple Music معًا أكثر من تسعة مليارات دولار في الربع الأخير، بزيادة 31 في المائة على أساس سنوي.
كان أداء قسم الخدمات المذكور، الذي يشرف عليه إلى حد كبير إدي كوي، نائب الرئيس الأعلى، نموذجًا للاتساق عند وضعه بجوار أداء جهاز آيفون الذي يكون فوق الحد أو أدنى بكثير من الحد. 
منذ عام 2006، نما بمتوسط عدل 23 في المائة على أساس سنوي، وفقا لجين مونستر، المحلل المخضرم في شركة أبل الذي تحول إلى مستثمر "لاوب فنتشرز" في Loup Ventures.
يقول مونستر إنه إذا كانت قيمة الشركة مثل شركات أخرى "تقدم البرمجيات كخدمة" مثل أدوبي Adobe أو دروب بوكس Dropbox أو إنتويت Intuit، فإنه عند مضاعفات تبلغ عشرة أضعاف الإيرادات المتوقعة لعام 2018، تبلغ قيمة قسم الخدمات في شركة أبل بحد ذاته 381 مليار دولار.
مع ذلك، لا يزال كثير من المساهمين متشككين في أن قسم خدمات شركة أبل يستحق هذا التقييم. هناك أمور أخرى هي التي دفعت سعر السهم إلى الارتفاع خلال الأشهر الأخيرة، وأعني بها مبيعات "آيفون إكس" وإعادة توزيع أرباح شركة أبل الخارجية.
منذ أكثر من عامين يحاول كوك ومديره المالي، لوكا مايستري، جذب اهتمام المستثمرين إلى متجر التطبيقات وغيرها من الخدمات، ما يسلط الضوء على هدف من الإيرادات السنوية يبلغ 50 مليار دولار من هذا القسم بحلول نهاية عام 2020.
في كانون الثاني (يناير) 2016، كشفت الشركة للمرة الأولى أن لديها أكثر من مليار جهاز نشط يعمل بنظام التشغيل iOS، بما في ذلك الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، والساعات، وأجهزة استقبال التلفزيون، التي يمكنها بيع خدماتها من خلالها.
قاعدة الأجهزة التي تم تركيبها توسعت الآن إلى أكثر من 1.3 مليار، وارتفعت إيرادات الخدمات إلى الضعف خلال أربع سنوات. 
وقال كوك بحماسة في وقت سابق من هذا الشهر: "مع هذا النوع من التغيير في قاعدة الأجهزة التي تم تركيبها، ومع وجود الخدمات التي هي لدينا الآن وغيرها من الخدمات التي نعمل عليها، أعتقد أن هذا يشكل فرصة ضخمة بالنسبة لنا".
بدأت مجموعة صغيرة، ولكن متنامية من محللي وول ستريت أخيرا في الاقتناع بصحة هذه الفكر. بنك مورجان ستانلي وصف قسم الخدمات بأنه "محرك النمو الأساسي" لشركة أبل في مذكرة أخيرة. وكتبت المحللة المصرفية في البنك كاتي هوبرتي: "لا نرى تباطؤا في نمو الخدمات في أي وقت قريب". وقالت إنها تتوقع "عائدات خدمات أكثر قابلية للتنبؤ بها، وذات هامش ربح أعلى" تقود سعر سهم أبل إلى 200 دولار – وهو رقم قريب من تحقيق علامة تريليون دولار.
الاشتراكات هي جزء كبير من إمكانية التنبؤ بالنسبة للوحدة. ارتفع عدد الاشتراكات المدفوعة في خدمات أبل الخاصة، بما في ذلك ميوزيك Music، وكذلك تطبيقات الجهات الخارجية التي تتقاضى أجورها من خلال مخزن التطبيقات من نتفليكس Netflix أو سبوتيفاي Spotify، إلى 270 مليون بزيادة بلغت 100 مليون في العام الماضي وحده. يشار إلى أن أبل تأخذ حصة من الاشتراكات التي تباع عبر مخزن التطبيقات.
يقول دانييل آيفز، المحلل في جي بي إتش ريسيرتش GBH Research: "بدأ وول ستريت يثني على شركة أبل بسبب قسم الخدمات فيها. أنت تتوق إلى ذلك الجزء الثاني من قصة النمو."
يقر كل من مونستر وآيفز بأن معظم المساهمين لا يزالون يرون قيمة شركة أبل مرتبطة بشكل لا فكاك منه بجهاز آيفون.
يقول مونستر إنه في حال انخفاض عدد مستخدمي أجهزة آيفون، فإن الدخل من الخدمات سينخفض كذلك. ويقول: "إن تخطي هذا يشكل عقبة كبيرة للناس من الناحية العقلية، حيث يمكن أن تكون مبيعات جهاز آيفون مستقرة".
يعتقد البعض في وول ستريت أن النمو الحالي في الخدمات لا يمكن أن يدوم. يقدر توني ساكوناجي في وكالة برنشتاين للأبحاث أن الأداء الأخير تعزز من خلال دفعات وصلت إلى خمسة مليارات دولار هذا العام من شركة جوجل، وذلك لضمان أن تبقى محرك البحث الافتراضي ضمن آيفون.
كما كتب ساكوناجي في مذكرة أخيراً للعملاء: "استعداد شركة جوجل لمشاركة الإيرادات الفعلية مع شركة أبل، هو دليل على قوة منصة برنامج التشغيل التابع لشركة أبل، ولكننا نعتبر هذا سلاحًا ذا حدين. وفي حين أن من الصعب معرفة ما إذا كان من الممكن أن تتوقف شركة جوجل أصلا عن الدفع لشركة أبل ... إلا أن هذا يمثل خطرًا محتملاً."
مع ذلك، يتوقع مونستر أن تصل شركة أبل إلى هذا التقييم التاريخي المكون من 13 رقمًا "عاجلاً وليس آجلاً"، وأن حجة الخدمات هي ما يبقيها هناك على المدى الطويل.
وقال: "أعتقد أن توقع أجهزة آيفون تالية يمكن أن يقودنا إلى نقطة تريليون دولار. بيد أن هذه ليست الطريقة التي سيفكر بها الناس بهذا الخصوص، بعد ثلاث سنوات من الآن."

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية