كيف تفكّر كأنك محلل اقتصادي؟

التنمية برس : خاص
أن تحلّل ظاهرة اقتصادية، يعني – ببساطة- أن تعيدها إلى عناصرها البسيطة التي يسهل فهمها بيسر أكثر من الظاهرة الكليّة ذاتها، ثم تبحث العلاقات بين هذه الظاهرة والظواهر الاقتصادية الأخرى، هل تؤثرّ هذه الظاهرة في تلك؟ هل جاءت نتيجة لها؟ أم أنها سببٌ أدّى إليها؟ وهكذا.. كلّ ذلك اعتمادًا على الاستنتاجات المنطقية أو التطبيقية التي تقررها العلاقات القائمة بين المعطيات الاقتصادية الملموسة في الواقع.
 
وأنتَ حين تفكّر وتحلّل باعتبارات الواقع الاقتصادي، وتضع عامل الزمن باعتباره أمرًا جوهريًا، فأنتَ تتفادى التورّط في الانفصال الذي يقع فيه البعض، الذين يفضّلون تحليل الظواهر تحليلًا سكونيًا غيرَ واقعي، لا يراعي الزمن. التحليل الحركي الذي يضع عامل «الزمن» في الاعتبار، تحليل واقعي يمكّنك من اتخاذ قرار اقتصادي صائب من خلاله.
 
وقد تطور التحليل الاقتصادي مع تطور علم الاقتصاد، حيث كان الاقتصاديون يكتفون بوصف الظواهر الاقتصادية عن طريق المشاهدة دون تحليل أو تفسير، ثم تحول الاقتصاد من مجال المشاهدة والوصف إلى مجال التحليل العلمي القائم على اكتشاف العلاقات السببية بين الظواهر المشاهدة في الحياة الواقعية.
 
المحلل الناجح هو من يقيّم الأمور وفقًا لجوهرها الحقيقي أو منبعها، بالإضافة إلى تقييم المتغيرات في كل موقف، أما المحلل الفاشل هو من يعطي رأيًا في ظاهرة ما دون أن يعلم السبب الحقيقي لهذه الظاهرة، ويولي الاهتمام للآثار السطحية أكثر من غيرها، ويعتمد رأيه على نظرة مختزلة بدلا عن النظرة الكلية. وأنتَ لا تريد أن تكون محللاً فاشلاً بالتأكيد.
وسواءٌ كان تحليلك الاقتصادي جزئيًا (يتناول السلوك الفردي وقراراته سواء المتعلقة بالإنتاج أو الاستهلاك، أو الاستثمار والادخار،.. إلخ)، أو كليًا (يتناول النشاط الاقتصادي عموماً على المستوى القومي، من حيث الإنتاج والناتج القومي، الاستهلاك، الادخار، الاستثمار، الاستيراد والتصدير الخ، كما يتناول كيفية تحقيق التوازن بين المتغيرات وآثار اختلال توازنها على البطالة والتضخم وأسعار صرف العملة وخاصة على النمو الاقتصادي ومستوى المعيشة)… فلابدّ قبل أن تبدي رأيك في أيّة ظاهرة اقتصادية في المجتمع، أن تضع هذه النقاط الأساسية في اعتبارك: (المناخ السياسي – القضايا الأساسية الشاغلة – التجارب السابقة – التصريحات الرسمية والتوقعات – الوضع الاقتصادي العالمي – أذواق وتفضيلات المجتمع).
 
أنت بهذا لا تضع يدك على تفسيرات لما يحدث في العالم الاقتصادي وفقط؛ وإنما يصبح بإمكانك التفكير في بدائل مختلفة للقرارات، والاختيار الواعي بين هذه البدائل ونتائجها، والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية المترتبة، كما يوفر لك أداة سليمة لرسم وتقييم السياسات الاقتصادية، وأساسًا سليمًا للحكم على كفاءة النظام الاقتصادي.
 
ورغم هذه الفوائد للتحليل الاقتصادي، إلا أنه لا يمكن الوثوق الأعمى بنتائج التحليل الاقتصادي، لأن علم الاقتصاد شديد التعقيد، لكونه يتناول سلوك الإنسان فلا يخلو من العواطف.
 
 
منتدى الاقتصاد والمال والاعمال
 

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية