الباهيصمي يحيي أربعينية فقيد الصحافة والإعلام (جميل محسن) ونجل الفقيد يكشف كيف عرقلت الدولة إجراءات متابعة قضية والدهم في عمان والإمارات

التنمية برس : خاص
أحيا منتدى الباهيصمي الثقافي في عدن أربعينية خاصة لفقيد الإعلام والصحافة اليمنية "جميل محسن" والذي وافته المنية إثر حادث مروري مؤسف تعرض له في الخامس من ديسمبر ٢٠١٨م في سلطنة عمان حين كان في طريقه في زيارة أسرية خاصة من دولة الإمارات إلى عدن.
الأربعينية التي حضرها عدد من أصدقاء ومحبي الزميل الفقيد جميل محسن، تطرق خلالها المشاركين إلى ما يتمتع به الفقيد من صفات وخصال طيبة، وإلى الدور الإعلامي والثقافي الكبير والمشهود بالوفاء والتفاني الذي قدمه خلال مسيرة أربعين عامآ من العمل الصحافي في الصحف السعودية والإماراتية، ومشاركته الفاعلة في إبراز سمات وخصائص الثقافة والحضارة اليمنية، والتعريف عن أشهر فنانيها ومبدعيها.
في كلمة إفتتاحية ألقاها رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي، أكد فيها أن الوطن خسر أحد أهم كوادره الإعلامية التي كان لها باع كبير في إبراز الخصائص الأصيلة والمكنونات الثقافية التي تتمتع بها اليمن، وعدن على وجه التحديد.
وقال الباهيصمي: إن الفقيد جميل محسن وأن كان قد رحل جسدآ إلا أنه سيظل حاضرآ بكل تلك الكتابات والإبداعات والإسهامات الإعلامية المتميزة التي قدمها لأجل وطنه اليمن، ومسقط رأسه عدن.
وأشاد الباهيصمي في السياق بالدور الأخوي المشهود الذي قام به الإشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكل أصدقاء وزملاء الفقيد في قناة "الغد المشرق" في سبيل نقل جثمان الفقيد إلى دولة الإمارات ليواري الثرى في مقبرة "بني يأس" بالعاصمة الإماراتية أبوظبي بعدما تعثر على ذويه بالداخل نقله إلى عدن نتيجة الظروف والأوضاع المعقدة التي واجهتهم.
وطالب الباهيصمي إدارة قناة "الغد المشرق" بمواصلة جهودها الإنسانية في سبيل تسهيل لأولاده إجراءات السفر لدخول الإمارات والوقوف أمام حل ومعالجة كل ما يتعلق بأمور والدهم في الدولة، لاسيما بعد أن تخلت عنهم الدولة في اليمن، ولم تقم بتقدير ما قدمه الفقيد الإعلامي جميل محسن، لبلده اليمن من مواقف مشرفة ظلت حاضره في كل كتاباته وحوارته ونتجاته الإعلامية.
تخلل الأربعينية تكريم فقيد الإعلام جميل محسن، حيث كرمت اللجنة التحضيرية لتجمع شباب عدن المستقل أسرة الفقيد الإعلامي العدني جميل محسن بدرع الوفاء للشخصيات العدنية البارزة.
وسلّم رئيس اللجنة خالد الحميقاني، الدرع لنجل الفقيد الصحفي جهاد جميل محسن، والذي عبر من جانبه عن شكره وتقديره لهذه اللفتة الكريمة من قِبل تجمع شباب عدن المستقل، والتي قال: بإنها لفتة كريمة لم تقدمها أي جهة حكومية أو خاصة. 
وعبر رئيس اللجنة التحضيرية للتجمع، خالد الحميقاني، في كلمة له: إننا في عدن خاصة والوطن العربي عامة خسرنا هامة إعلامية كبيرة وعلمآ من أعلام عدن في مجال الصحافة والإعلام، حيث أن الفقيد كان من أوائل الداعمين للشباب في إنشاء مكون شبابي عدني يدافع عن عدن وأبناء عدن في جميع المحافل المحلية والدولية، وكان يدعمنا في كل خطواتنا.
وفي كلمة مقتضبة لم تخلو من عبارات الأسف والأسى تحدثت الصحفي جهاد نجل الإعلامي جميل محسن، عن مجمل المعوقات والضغوطات المتباينة التي أضحت تعيشها أسرته بعد رحيل والدهم.
وقال: للأسف الدولة من أعلى شخصية فيها إلى أصغر مسؤول محلي في عدن، بادرت إلى تقديم العزاء والمواساة عبر وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي  دون أن تعمل على تسهيل إجراءتنا لكي نتمكن من المغادرة لمتابعة أمور وأغراض والدنا الراحل والتي لازالت عالقة حتى اللحظة في كل من سلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وكشف جهاد أنه منذ وفاة والدهم في مطلع ديسمبر الفارط، وعائلته في عدن تواجه العديد من العراقيل الإدارية في مدينة عدن والتي مازالت تحول دون قدرتهم على السفر لمتابعة قضية ومواضيع والدهم في كل من سلطنة عمان والإمارات، على الرغم من طلبنا فقط تسهيل إجراءاتنا بالسفر، لكن لم يهتم أحدآ من مسؤولي الدولة بذلك.
وأضاف: إن كل ما سمعتوه وقرأتوه من عبارات النعي والتأبين من رئيس الدولة إلى أصغر مسؤول في اليمن وعدن خاصة، كان غرضه فقط الاستهلاك الإعلامي، مع أنه كان أملنا فقط من الحكومة اليمنية والسلطات التنفيذية في عدن هو تسهيل إجراءاتنا في الحصول على جواز سفر، ومنحنا التوكيلات القضائية المطلوبة ليتسنى لنا متابعة أمور ومسائل الوالد العالقة في الامارات وعمان، لكن للأسف الكل ادار ظهره ولم يقدر ما قدمه والدنا لوطنه من أعمال وانتاجات إعلامية واسعة كلها كانت تعبر عن قضية وطنه، وتجسد قيم ومفاهيم ثقافته وحضارته.
مستطردآ لنا ما يزيد عن ٥٠ يومآ ونحن نطالب القضاء إعطائنا التوكيلات القانونية المطلوبة، ومنحنا استثنائيا إياه في ظل الاضراب الذي تنفذه محاكم عدن منذ ما يقارب الشهرين، لكننا واجهنا بالخذلان من جميع المسؤولين في بلادنا، ولم يكن وفاءهم حيال فقيدنا بمثل ذلك الوفاء الصادق الذي تجسد بإخواننا في دولة الإمارات، ولدى زملاء الفقيد في قناة (الغد المشرق) والسفارة اليمنية بابوظبي الذين ابدوا استعدادهم بتسهيل إجراءات حضورنا إلى الدولة لمتابعة أمور والدنا فيها، لكن مشكلتنا تكمن في الداخل اليمني، حيث أن القدر وضعنا عالقين بين ثلاث دول اليمن وعمان والإمارات.
وقال: اليوم أدركنا أن كل ما تقوله الحكومة اليمنية عن مبدعيها ومثقفيها مجرد عبارات إنشائية.
وأختتم متسائلا بحسرة.. من سيتحمل ضياع وفقدان حقوق والدنا في الخارج في ظل عدم تقدير السلطات المحلية في عدن لوضعنا ومنحنا الإجراءات المطلوبة لإنهاء أوضاع ومواضيع والدنا العالقة في عمان والإمارات.
ولافت الصحفي جهاد إلى أن العائلة بصدد إصدار بيان لكل محبي وأصدقاء والدهم من مثقفين وإعلاميين وفنانيين ومبدعين، بالداخل والخارج، تكشف فيه موقف الحكومة اليمنية والمسؤولين في عدن، وعدم تجاوبهم في تسهيل إجراءاتهم، إلى جانب كشف حالة الكذب الذي صدر عن بعض المسؤولين في اليمن بأنهم قدموا مساعدات لأسرة الفقيد تقديرآ للعطاءات التي قدمها والدهم لوطنه اليمن، وهو ما فنده جهاد والذي قال معلقآ: بالعكس بل كانوا سببآ في ضياع حقوق والدنا العالقة خارجة اليمن.

الوكيل الحصري في اليمن: شركة مسلم التجارية