مخترع بحـريني شاب يفوز بجائزة معرض سيئول الدولي

متمسّك جدًا بقدرة الشاب البحريني على تذييل كل الصعاب، وبثقة في الذات تبدو مرتسمة في عيون المخترع البحريني الشاب إبراهيم المطوع الذي استطاع بجهود فردية وبإمكانات محدودة جدًا أن يبتكر أحد أحدث الأجهزة الحديثة في مجال تنظيف ألواح الطاقة الشمسية، والذي -بحسب رأي المختصين- قادر على الوصول إلى العالمية، وتحقيق الانتشار على مدى واسع لو تلقى من يتنباه من الجهات الرسمية أو الخاصة، إذ يتميز الابتكار بقدرته على تنظيف الألواح الشمسية ذاتيًا دون حاجة لتدخل البشر، كما أنه مزوّد بتقنيات رقمية عالية تمكّنه من إجراء معالجات دقيقة ترصد أي خلل بالألواح وتجمع المعلومات وتقيّمها بشكل دقيق وترصد كمية الطاقة الشمسية المنتجة ومستوى عمل هذه الألواح. الجهاز حقق الميدالية البرونزية في واحدة من أكبر المسابقات العالمية للابتكار العلمي بمدينة سيئول الكورية.
«الأيام» كانت لها زيارة إلى المخترع إبراهيم المطوع الذي أكد أنه مستمر في تحقيق الأفكار إلى واقع، ليسجّل اسم مملكة البحرين في مصاف الدول التي أثّرت في مجال الابتكارات العلمية التي تختصر الوقت والجهد والمال، وتخدم حياة الإنسان وتسهّل الصعوبات أمامه بكل ما يستطيع وما يملك.. وإليكم نص اللقاء:
 
] بداية، حدّثنا عن فكرة الابتكار الذي حصل على هذه الجائزة؟
جاءت فكرة الابتكار حديثة وعملية في نفس الوقت، إذ كنت في زيارة لإحدى محطات ألواح الطاقة الشمسية، ووجدت أنه يتم تنظيف هذه الألواح بطريقة بدائية جدًا، ففكرت في طريقة أفضل وأكثر عملية وحضارية تناسب هذا المجال النظيف لإنتاج الطاقة، فجاءت فكرة المشروع وبدأت عليه بجهود بسيطة جدًا، فقد صمّمته رسمةً، وبعد أشهر وساعات طويلة من البحث والقراءة والاطلاع والتطوير طوّرت تصميم جهاز تنظيف ألواح الطاقة الشمسية ذاتيًا، دون حاجة لتدخل البشر، ثم أخرجته منتجًا بشكل ثلاثي الأبعاد، وهو الآن بين أيديكم قادرٌ على المنافسة عالميًا.
 
] ماذا عن تفاصيل التصميم؟ وهل ترى أنه قابل لأنْ يتحوّل إلى منتج يُباع في الأسواق؟
بالطبع، الفكرة الأولى التي يفكّر بها المبتكر لأي جهاز أن يكون هذا الابتكار منتجًا يسهّل حياة البشر، والشكل النهائي لابتكاري أحد أهم ما تميز به من أنه أجاب عن كل التساؤلات الدقيقة التي طُرحت بخصوصه. فحين أقارن بين التصميم الأولي والتصميم النهائي أجد تفاصيل دقيقة ومعقّدة تخطّيتها بفضل نصائح الزملاء والأستاذة المهندسين، وجميع من عملت معهم وتشاركت معهم التجربة، لذلك أنا أراهن على نجاح هذا الابتكار ومقدرته على المنافسة في الأسواق العالمية، وأمنيتي أن يكون هذا المنتج مسجلاً باسم مملكة البحرين ويخدم المملكة، ويخدم الناس ويخدم الوطن اقتصاديًا وعلميًا.
أما بخصوص التفاصيل ومميزات التصميم، فهو في البداية مبتكر ليس له مثيل في السوق، كما أنه سيخفّض التكاليف ويسهّل عملية تنظيف هذه الألواح بشكل واضح جدًا، والجهاز من ناحية ثالثة جهاز ذكي، بمعنى أنه قادر على جمع وتحليل البيانات ومن ثم إرسالها إلى أجهزة الاستقبال، فهو ينظف ألواح الطاقة الشمسية، ويقوم بفحص جودة عملها وأي خلل قد تتعرّض له هذه الألواح، كما أنه يفحص قوتها والطاقة المنتجة من خلالها، وغيرها من المعلومات التي يقدمها الجهاز بعد تحليلها بشكل علمي، كما أن جهازًا واحدًا فقط قادر على تنظيف أي عدد من الألواح وبدقة فائقة.
 
] ما التحديات التي قابلتك لإخراج الجهاز في صورته النهائية؟
أكبر تحدٍّ واجهته هو صعوبة إيجاد المواد المطلوبة في صناعة الجهاز، ما اضطرني إلى صناعة بعضها بنفسي، وقمت بتجريب الجهاز أكثر من مرة إلى أن وصلت إلى نتيجة مرضية بالنسبة إلى جودة المواد المستخدمة، وأيضًا لزيادة كفاءة عمل الجهاز.
 
] ماذا عن مشاركتك في معرض سيئول الكوري الجنوبي للاختراعات 2020؟
شاركت من بين مئات المخترعين والمبتكرين على مستوى العالم، من بينهم خليجيون، في معرض سيئول الدولي للاختراعات الذي عُقد يوم الجمعة الماضي في كوريا الجنوبية، بعد ترشيحي من قبل مكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بجهاز تنظيف ألواح الطاقة الشمسية، وحصلت على الميدالية البرونزية بوصفه واحدًا من أفضل الابتكارات المشاركة في المعرض. كانت المنافسة شديدة وكنّا بانتظار طيلة 4 أيام، كنّا ننتظر فيها النتائج، ولحُسن الحظ كنت أنا أول من أُعلن فوزي بالمسابقة من بين جميع المشاركين الخليجيين، وقد لاقى هذا الجهاز صدى جميلاً بالمؤتمر، وحصلت على إطراءات من كبار المهندسين المشاركين بالمعرض.
ولا أخفيك أن المشاركة مع العديد من الزملاء المهندسين المبدعين والتواصل معهم عبر الهاتف كانت تجربة ثرية، وحين عرضت الجهاز على لجنة التحكيم أصابهم الانبهار من دقة الجهاز وتفاصيله المعقدة، فسألوني عن مراحل الدعم والجهات المتبنية للمشروع، فقلت لهم بابتسامة «دعاء والدتي».
المصدر: مصطفى الشاخوري
 
 
فيديو : https://youtu.be/eZYVv4SAW38